هكذا رثت الدكتورة بهية ابو حمد والدها الروحي المتروبوليت بولس صليبا

الى الأب الذي أفتقده
قديساً أنت - لم ولن تمت
السماء تبجلت بقدومك

سيدنا بولس

كم كان الخبر مؤلماً-جارحاً-يدمي القلب والفؤاد-لم ولن أصدّق.

كنت على أمل اللقاء بك الأسبوع القادم.

فلم الرّحيل المبكر؟
ولم الفراق يا سيدنا؟

خسارتك كبيرة وجمّة-لن تعوّض...

سيّدنا

أرفض أن أسمّيك الأب الرّوحي. كلا وألف كلا- أنت الأب الحقيقي. كنت لي دوماً الأم والأب والأخ والصّديق. عهدتك دوماً حامياً للكنيسة وخادماً لها، في عزّ عطائك، وخلال مرضك ولآخر لحظة من حياتك.

كم هو جميل عطاء الرب في شخصك.

سيدنا،

ستبقى في ذاكرتي الى الأبد. كيف أنساك وكنت لي دوماً النّور الأزلي والأب الحقيقي.

لقد تعطلت لغة الكلام ولم أجد فيه مصطلحاً يوفيك حقك.

الجرح بليغ، والألم بموتك عميق. لقد كنت للجميع الأب والمرشد والكاهن الفائض بالعطاء والإيمان، وكنت منصفاً لكلّ منا.

ماذا أقول بعد يا سيدنا؟

لقد أنعمت عليّ بنور الرب يسوع عندما كنت أواجه الصّعوبات وكنت ترشدني في كل حين كالأب الحنون وتعطيني الأمل الذي كنت افتقده. كم كنت صادقاً ونبيلاً- وما أرقى وأحب مواعظك التي لا تقدّر بثمن.

لقد رأيت في شخصك النبيل والمتواضع صورة الرب يسوع وعشت عالمه وتعاليمه وإيمانه من خلالك.

لقد واكبت قداستك خلال السنين العديدة عندما كنت أخدم الكنيسة التي أحببتها. كم كنت فخورة بك. كنت ألتمس نور الخالق في شخصك الطاهر وفي كل حين.

أجل، أقولها وبكل فخر بأنك قديس الرب الذي امتلأ بالروح القدس وبنور المسيح، أقولها وبإيمان كبير، فقد كنت شاهدة كيف كنت معيناً للفقير ومعزّي للحزانى وناصراً للمظلوم، وخادماً للكنيسة التي افتداها الرب بدمه.

أعاهدك يا سيدنا بأني سأسير على خطاك الطاهرة وأقدس كلماتك وتوجيهاتك الثمينة في كل حين وأعمل جاهدة لخدمة الكنيسة والمظلوم كما علّمتني.

أعاهدك يا أبي الحنون بأني سأكمل مسيرة حياتي كما عاهدتني وأنرتني.

إني على الوعد يا سيدنا ولن أخل به.

سأكمل رسالتي في خدمة الكنيسة والمظلوم والمحتاج كما علمتني.

سيدنا، يا أبي الحنون، أطلب منك الغفران والسماح إذا أسأت إليك بأي شيء.

سامحني يا أبي، ويا سيدي، ويا كاهني.

كم هي جميلة السماء بوجودك يا أنبل وأطهر البشر.

رجائي الأخير يا سيدنا بأن تخبر أبي الذي سبقك الى السماء عني. أطلب منك أن تغمره بحنانك وعطفك وطهرك كما عاهدتك كما أرجو منك يا سيدنا بأن لا تنسى ابنة شقيقتي فانيسا التي أحببتها عن كثب.

رحمك الله يا سيدنا، يا كاهننا الطاهر، ويا والدنا الحنون.

ادخل الى فرح سيدك وتنعم بنوره.

الحياة لن تكون سعيدة من دونك.

ارقد بسلام يا قديسنا الطاهر.

لي رجاء أخير أن تتشفع لنا لدى الرب وأن تذكرنا في صلاتك.

إلى أن نلتقي مجدداً يا سيدنا... في ملكوت الرب

والحقيقة المعزية وإيماننا المسيحي يؤكد بأنك حي في السماء.

المسيح قام .

صلي لأجلنا يا سيدنا الحنون . صلي لاجلنا . صلي لاجلنا.

رحمك الله يا انبل البشر.

خادمة الكنيسة
إبنتك الروحية بهية

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق