نعمة محفوظ هو الرابح وإن خسر/ الياس بجاني

فعلاً كان لافتاً للغاية التأييد النوعي والكبير والمميز الذي حاز عليه نعمة محفوظ من كوكبة يحسب لها ألف حساب من إعلاميين وناشطين ومثقفين أحرار مرموقين وغير حزبيين..

تأييد عن قناعة من شريحة لبنانية وازنة لها رأيها الحر وغير محسوبة على جماعات الزلم والزقيفة والهوبرجية.

شريحة لبنانية عندها بصر وبصيرة ولا تمت لجماعات الغنم والغنمية بصلة.

شريحة تكره الزرائب وتحاربها وتسوّق بقوة وعلنية ضد معالفها والتبن.

شريحة هي صاحبة قيم ومبادئ من غير الوصوليين والمتلونيين.

شريحة تحترم أسس ومستلزمات الحرية والديمقراطية.

باختصار ودون لف أو دوران فإن هذا التأييد العلني والواضح والعالي الصوت والنبرة يبين كم أن أحزاب السلطة هي غريبة ومغربة عن مزاج الناس وعن تطلعاتهم وعن حقيقة أمالهم.

كما أنه تأييد شجاع يمظهر حتى للعمي كم أن الثقة بالسلطة وبأحزابها هي مفقودة.

هو تأييد واعي وعقلاني ووطني يبين كم أم غالبية اللبنانيين يمقتون الدكتاتورية والهيمنة والإستكبار التي تمارسها أحزاب السلطة ضد المستقلين والسياديين والأحرار.

مبروك لنعمة محفوظ هذه الثقة الشعبية والإعلامية والأكاديمية التي إن دلت على شيء فعلى فشل أحزاب السلطة القائمة على تناقضات ومصالح شخصية وسلطوية وعقلية إلغائية صرف.

قد يخسر نعمة محفوظ في انتخابات الغد بمواجهة أحزاب السلطة وبعض رجال الدين الذين ودون أن يرمش لهم جفن تخلوا عن كل صلة لهم بقيم الأديان وغرقوا في أوحال الشخصنة وحب الانتقام والكراهية ..

إلا أنه عملياً ربح وإن خسر لأنه حاز على ثقة لبنانيين أحرار وسياديين يرفضون الخنوع والركوع والتبعية.

يبقى أن تشبيح وإرهاب أحزاب السلطة فاق كل تصور وكسر كل الأعراف الأخلاقية حيث أن كثر من المعلمين تم تهديدهم بالفصل في حال انتخبوا محفوظ واللائحة التي يرأس.

تحية من القلب لكل الأحرار من المعلمين الذين سوف يحكِّمون ضمائرهم والوجدان يوم غد الأحد وهم يضعون الورقة في الصندوق.

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق