النورسُ في الحانةِ سكرانُ/ د. عدنان الظاهر

  ( إلى الشاعر سامي العامري / كأسُكَ يا وطني : دُريد لحّام )

طوّرتُ الخمرةَ في رأسِ النادلِ كأساً صِرْفا
إصطفّتْ تتصافقُ أقداحُ الحانِ وقوفا
أَثرٌ فيها يحكي صولاتِ وجولاتِ خُمارِ الأمسِ
فيها لونُ مُدامِ الإكسيرِالمكسورِ مِزاجا
جُمجُمةٌ سكرى
تنطحُ في الحائطِ يافوخاً مشجوجاً منفوخا
والنورسُ في رملِ الساحلِ حيرانَ يؤوسا
يسألُ موجاتِ البحرِ أيأتي السفّانُ قريباً سَكْرانا
يحملُ للحانةِ ريشاً أكفانا
الحانةُ لا غرقى أو قتلى فيها حتّى
مَنْ خالفَ آدابَ السُكرِ وقاءَ وعربدَ واستمطى
لا موجٌ لا بحرُ
لا مَنْ يلجأُ فيها أو يبحثُ عن مأوى
أصواتُ السكرى فيها ما فيها
شاركتُ وأترعتُ الكأسَ الشاخصَ أخرسَ دَمْعا
ذابَ الشمعُ بكاءَ
فانحرفتْ أمواجُ البحرِتُعاكسُ خطَّ الإبحارِ
تبحثُ عن نورسِ إقلاعِ شراعِ
رَفَعتْ كأساً مِنْ مِسكٍ ( ممزوجٍ كافورا )
كتبتْ للزورقِ مرسوما  
أنْ يتأنّى
فالبحرُ تكسّرَ في الأكؤسِ رأساً رأسا
والموجةُ حطّتْ سُفُلاً إعياءَ
شاءَ النورسُ في الزورقِ أو أغضى
وتمايلَ سكرانا
الراحةُ في الحانةِ إبحارُ
دَبِّرْ أسبابَ قلوعِ الزورقِ قبلَ الإبحارِ
لا تضربْ في الموجةِ صدراً أو خدّا
لا ترفعْ وطنيّاً كأسا
أمواجُ البحرِ تُعرّبدُ في الحانةِ صَدّاً رَدّا
والنورسُ يبقى " ساميّا "
يتمايلُ صَحْوا.  

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق