متاهة عيد الحب/ سحر حمزة

في عيد الحب بكي قلبي أطلال حبيبي الغائب عن أجوائي هاربا بغوص بغياهب الزمن
كان هناك واقفا مفعما بالحيوية والنشاط  لكن طيفه منهزما من المحن
كان هناك خلف نافذتي المعتمة  يقف معتذرا قادما  بكل حب وأمل
تذكرت اليوم  لحظة لقاءنا الأول لكنه في عيد الحب  أعتذر
لم يهدا له بال إلا برؤية طيف قادم إليه رغم مسافات القدر
  قال أحبك مرددا كلمات فيها شوق وألم
لم يعلم لحظتها أن حبنا مات منذ زمن حين وأدته المحن 
حين فر من  حبنا إلى  غربة الأيام الغابرة بصحراء دون ملل
  منذ لحظة الوداع الأخيرة لملم أشلاء قصتنا التي محيت من الذاكرة
لم يعرف سوى حبنا الذي رحل  زاحفا نحو  الآلام  بجسد منهك تهاوى في الحفر 
هارب من غربة الأحلام والطموح والحب غير المسكون بحنايا حكاية ردمت بنهم
وبين اللعب  والأوهام وتصدع الجسد من الجروح  والسقم
 سالت دماءه كجريان النهر الهادر بسطوة فارس أمتطى خيل الوهم
 على معبر شرياني وقف نابضا بموسيقى حزينة تعزف الألم
حان الفراق يا ابنة الورد والزهر الذابل في ربيع الندم 
إلى غربة دون أوطان عاد موليا الأدبار يبحث عن موئل الأمل 
إلى أصقاع خالية من الغنام ووحدة قاتلة هائما بين منافذ الوهم
لم تغفو عيون العاشق  ولم ترقص الفرحة بيوم غاب عنها النصر
 لتهرب من صياد أقتنص أفواه السمك  بقسوة ونهم
في عيد الحب ودعني موليا الأدبار هاربا لمستقبل وهن 
قال لي :لا تبكي على الأطلال فإنا مثلك أبكي بنهم
 حان الفراق يا نبض قلبي يا دماء تسيل بمجرى الشوق بحزن 
حان الفراق عن وطن  يا روح الوطن الغريب بدون أمل
فأنت صوت الفرح والأحلام  يا حلم حياتي منذ زمن 
حان وقت الاغتراب  والفراق يا توأم الروح والمقل 
إلى يوم بلا موعد أو أقلام بأحبار جفت دون مطر
ولقاءنا غدا على دفه قارب  بنهر الطهر دون وهن  
في عيد الحب يغادرني دون هدايا  وورد وفل وزهر
 وياسمين ذابل  دون رائحة ربيع مزهر بفرح
سوى نعيق بوم وغراب يموت من القهر
يندب لحظة الفراق وساعة ليس فيها لقاء
مع سحابة صيف غطت سماءنا   دون الأحلام فوق السحاب
فما عاد هناك عشق وغرام واشتياق بحبيب منتظر
ما عاد سوى أطلال أحلام تتهاوى من فقدان الأمل
وفرقة لإنسان مستدام يحيا  بعالم الأوهام منذ عقود خلت 
دون لقاء أو كلمات يسطرها العشاق لأحبة هذا الزمن
دون وداع أو طقوس أفراح غادرنا بألم
فرائحة الموت والفراق سيدة موقف وآمرة بسلطة منتصر
وحدها صاحبة القرار لفراق  أحبتنا في ديار الألم
فبراير 2016

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق