العروبة الوهمية اضاعت فلسطين/ موسى مرعي

ان الفكر القومي مبدأ وعقيدة يتعقدنه كل مواطن وطني يريد ان يتغذى على العقيدة القومية الاجتماعية التي جاء بها سعاده بالحقيقة التي هي نحن . العقيدة القومية الاجتماعية  نتغذاها لنقف في وجه كل عدو طامع وحاكم جائر وخائن خاضع للسياسات الخارجية المعادية للامة . لقد تعرض الحزب السوري القومي الاجتماعي ومؤسسه الزعيم انطون سعاده لنقد واضطهاد واستفزاز واتهام كل من ينتمي لهذا الحزب بأنه ارهابي ونازي ويتهم بكل اشكال العنصرية وقد واجه سعاده تحديات ومضايقات من الدول الاستعمارية مثل فرنسا وبريطانيا ومنظمات صهيونية ومن سلطات وحكام العالم العربي المتصهينين . بدأت هذه المضايقة والمطاردة لسعادة حين انكشف أمر الحزب عام 1935 ولانهم عرفوا مبادئ حزبه الاساسية والاصلاحية والذي اخافهم اكثر شيئ هوالمبدأ الخامس : الوطن السوري هو البيئة الطبيعية التي نشأت فيها الامة السورية . يحدد جغرافية الامة وحدودها ويبين تاريخها وعظمتها بحضارتها وثقافة شعبها وقوته ويشير ايضا هذا المبدأ الى وحدة امم العالم العربي من خلال وحدة الامة السورية التي كانت ولم تزل السيف والترس للعامل العربي بالرغم ما تعرضت له من تقسيمات وهجمات ومؤامرات دولية واقليمية . عام 1935 كان الاعتقال الاول لسعاده من قبل السلطات اللبنانية المحلية الخاضعة للاستعمار الفرنسي وبنفس الوقت ارتكبت احدى منظمات العدو الصهيوني الارهابية مجزرة بحق شعبنا في فلسطين . من خلف قضبان معتقل الانتداب الفرنسي خاطب سعاده القوميون الاجتماعيون وحثهم على الاسراع بالدفاع عن عروس الامة فلسطين لانها كيان مهم من كيانات الامة وكان اهتمام سعادة هو الحصول على استقلال الامة لحماية جميع الكيانات من التقسيم من خلال مخطط سايكس بيكو الفرنسي البريطاني ووعد بلفور الذي يقر بتسليم فلسطين للعدو الصهيوني الذي يهدف لانشاء دولته المزيفة للاستيلاء على الامة السورية بالكامل مع جزء كبير من مصر حدودها يقسم القاهرة حيث اصرت على مقر سفارتها في محافظة الجيزة  في عمارة غرب النيل وكأنها تقول للمصريين هنا حدودي (من الفرات الى النيل)                                                                
أحفاد وابناء قيادات العالم العربي الذين ساعدوا بتسليم فلسطين للصهاينة تناسوا فلسطين بسبب تآمرهم على بعضهم , واسرائيل استغلت التغافل العربي وبدأت بقتل الانسانية الفلسطينية وحجز الحرية واعتقال تلامذة المدارس والعمال ومداهمات البيوت وتخويف الاطفال . رأى شعبنا في فلسطين انه لا حياة لمن تنادي لا صوت عربي ولا موقف منهم ولا دعم مادي . كما يقول المثل لا يحك جسمك الا ظفرك لذا قرر الشعب ان ينتفض انتفاضة بسلاح جديد قد يؤلم اسرائيل ويفاجئها هو سلاح الابيض السكين الى جانب الحجر ليدافعوا عن مسجد الاقصى والقدس وغزة وكل فلسطين مقدمين دمائهم الذكية واجسادهم التي تسقط في سبيل الارض والعرض والانسان , قد تسقط اجسادهم أما نفوسهم فقد فرضت حقيقتها على هذا الوجود . أطل سيادة مطران القدس عطاالله حنا ليطمأن الشرفاء والماجاهدين من قلب القدس وليطمأن العالم ان المسلمون والمسيحيون في فلسطين هم شعب واحد وان فلسطين الجريحة لا يضمض جراحها الا أبنائها المنتفضين دائما من اجل حماية مسجد الاقصى وكل فلسطين . ويؤكد سيادة المطران للقيادات العربية المتصهينة والقيادات الاسرائيلية ان الاعتداء على مسجد الاقصى ليس فقط اعتداء على المسلمين لوحدهم وبل اعتداء على المسيحيين كفلسطينيين جزء من العالم العربي . ومن خلال زيارته هو وزملائه من رجال دين مسيحيين لمسجد الاقصى ليقفوا مع اخوانهم وابناء الوطن الواحد اكد على نضال المسيحيين الى جانب اخوانهم واخواتهم المسلمين كي يتمكنوا سويا لتصديهم للمخطط الدولي والاقليمي والاسرائيلي لتفكيك مجتمعاتنا والمقدسات الدينية في ظل الصمت العربي والاسلامي . ان الذين تأمروا على سورية والعراق وليبيا واليمن هم ذاتهم اولاد واحفاد من باعوا فلسطين وشربوا دماء شعبنا
                                                                             
قامت مجموعة من احزاب يؤمنوا بأمة عربية واحدة اي القومية العربية والى جانب انظمة العالم العربي اتهمونا بأننا عملاء ونسعى لضرب او تقسيم الامة العربية واتخذوا من قضية فلسطين على اساس انها القضية المركزية لهم ولقيادات العالم العربي والاسلامي  . فالبرغم من مضايقتهم للحزب السوري القومي الاجتماعي  الا ان ابى الحزب ان يتخلى عن فلسطين ويجنب اعضائه من القتال في سبيل تحريرها فمنذ عام 1935 ولليوم والقوميون يتسابقون للشهادة في سبيل فلسطين , فنتيجة ما نشاهده ونعيشه اليوم من حروب وتآمرات عربية متصهينة الى جانب العدو الاسرائيلي والامريكي والغربي  وباسم الاسلام جيشوا مجرمي العالم لمحاربة الدول المواجهة والرافضة لدولة العدو الاسرائيلي في فلسطين السورية الكنعانية  . لقد جرب شعبنا القومية العربية ولكن هذه القومية قد افلست وسقطت وكما انهم ايضا جربوا باسم الدين لكنهم سقطوا لان الذين نصبوا انفسهم المسؤلين عن الدين أدخلوا الدين بالسياسة ونسوا الفلسفة الروحية انها فلسفة اجتماعية انزلت من السماء بمهمة خاصة وقد خلطوها بالفلسفة المادية وايضا حاولوا على ان يسيطروا على الفلسفتين الروحية والمادية و بدأوا بتكفير البشر والحجر ومن لم يمشي تحت مظلتهم فهو او كافر او ملحد وشعارهم قاتل الله الاحزاب الى ان خربت البلاد والمنطقة كلها . ايضا رجال الدين قد افلسوا كما ان القومية العربية قد أفلست لانها كانت عروبة وهمية وليست العروبة الحقيقية التي توحد امم العالم العربي عبر الشعوب كلهم خضعوا للسياسات الخارجية واردوا تصدير عولمة امريكا والغرب الى بلادنا ومجتمعاتنا التي تختلف عن عولمتنا القومية الاجتماعية وايضا خضعوا لمشروع خارطة الطريق والشرق الاوسطي الجديد والتعامل مع العدو الاسرائيلي بالعلن  .
في الختام اتوجه بنصيحة الى شعبنا واقول لهم بينكم وبين حرية الفكر ليست الا فتح كتاب مبادئ حزب سعادة , اذا تحرر الفكر تحرر الجسد وعندما الجسد يتحرر فتحرير الوطن يصبح اسهل .                                                                                    
مفوضية سيدني المستقلة \ الحزب السوري القومي الاجتماعي   .                                

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق