وحدي بين حلمين/ ياسمينة وردة

وحدي عبرت المدينة
لا طفل يحمل اطواق الياسمين
لا رائحة للكعك في التنور
لا ضجيج
حفيف اوراق الشجر
ريح بلع صوته
فقط خالتي فاطمة
موظفة النظافة
تحمل دلو هم
ومكنسة غضب
على وجهها غيمة لم تمطر
ليتها تعيرها لسهول متيجة
على كتفيها ثلج جبال الشريعة
تجر الطرق مثقلة
سلالم العمارة
صارت ادراج الذاكرة
كلما اندلق الماء من دلوها
إندلق صوت دافئ من حنجرتها
تراتيل زمن
نسي ان يهناها بعيد الام
نسي ان يهديها وردة حمراء
في عيد الحب
نسي ان يلبسها
طوق الياسمين
وحدي بين قصاصات الورق
انا الضحية وأنا الجلاد
أنا العابدة في المحراب
وانا الناسكة في الغسق
انا قلب طفلة
ورثت تلقائية الحب
وحدي انا في صف واقفة
في صلاة العيد
ارتل آمين آمين
وحدي انا صعدت
سطح الكنيسة
قرعت الاجراس
فاستفاق الرهبان
يرتلون على المنابر
نشيد الأوطان
وحدي انا والشارع الطويل
ألم بقايا الأمس
وزجاجات العطر الفارغة
الليل اهدوه عكاز العميان
يسير رفي طريق مجنون
لا يحترم قانون الساهرين
الصبح كدرهم ابيض
بجيب طفل شقي
يشتري به بالونا
ثم يفرقعه
وحدي أنا وهذه الوجوه الملونة
تبحث عن ريشة رسام
إندلقت الوانه
في نهر ليل
في ورقة مطوية
سطر مكسور
جبرته كلمة
يحمل ذراعه الى عنق البوح
بشال امه تارة
وبجديلة حبيبة تارة اخرى
مل من حضور مؤتمرات تبيع الأوطان
تكفر الحياة
الطريق يطوي الخطى
ليعيدني بسرعة
الى منبر الحب
المصلون يتزاحمون
على الصف الاول
يدوسون على الوجوه
بنعال الكذب
يجترون آيات مبتورة
يلوكون الآثام
والحب لازال ينتظر
وينادي حيا على الحب
سووا القلوب
يرحمكم الحب
لاشيء غيري على الطريق
والطريق صار يعرفني
وحدها اوراق الخريف
من ركلتها الريح
وكومها منظف البلدية
واظرم فيها النار
فاشتد سعالها
وهي تحاول ان تلفظ الانفاس
ويشيع الفصل الى مدافن الطبيعة
ويتعاقب الورثة
على الزمن
والحلم عصي
تكوم في رحم الانتظار
والطلق فجر علا صراخه 

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق