الواقعية السحرية، العجائبية في:"عربكان" للروائي الانساني المغربي سعيد ملوكي/ أحمد ختاوي

أو عندما تٌصفّد الخيمة / الوبر والخيمة رباعية الدفع 
**** ****
وأنا أقرأ هذا العمل السردي السحري قراءة أولى أنتصبت أمامي 
قامات السرد الروائي في واقعيته السردية بجميع مكوناته وتقنياته وخصوصياته ومرتكزاته التفاعلية : 
الروائي الانساني الكبير ماركيز ، ابراهيم صنع الله خاصة في روايته " 
" أمركانالي" في شكلها التطابقي وليس غير ذلك ، إلى جانب روايات ذات الروائي : أذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر : اللجنة وبيروت بيروت ، أرنيست هيمقواي والروائي الفرنسي الكبير 
الحائز على جائزة نوبل سنة 2014 باتريك موديانو Patrick Modiano.
كانت هذه الاطياف والروافد وغيرها كنجيب محفوظ ملمحا للمأمول في النسج في " عربكان " كملمح توصيلي متطابق ومتجانس فنيا . أي من حيث المعمار الفني العجائبي . 
الروائي والقاص سعيد ملوكي .. رافد من روافد هذا النسج ومن هذا القبيل 
في واقعيته السحرية .المتفردة .بعيدا عن فوضى التنظير أو التسطيح في محناه الدلالي الباهث .
عربكان سعيد ملوكي مسح شمولي واع لسرد ماتع خال من التكليف ومن 
لطائف الدلالة الجزافية 
ولا يجنح والسياق يقتضي ذلك الى السطحية الباهثة الماورائية ، أو السرد من أجل الحكي وكفى ..
لم يكن الروائي والقاص ن السارد سعيد ملوكي في هذا العمل 
" عربكان " حكّاء ينسج الفوضى أو أو يثنر الالفاظ بدودن وعي ، فهو صاحب تجربة سردية وشعرية عميقة وعريضة ، واعية ومريرة ..وذلك عبر مسار أدبي زاخر ، وقد مر على تجارب وأدوات سردية متباينة في التجريب والتجريد والواقعية وغيرها عبر كل الانماط السلوكية الروائية المختلفة مرورا بأعمماله التالية على سبيل المثال ، باللغتين الفرنسية و العربية :
La transe
Cris du silence
عيون أرجوس 
صراخ الصمت 
وأخيرا 
سرير بروكوست 
دون أن نغفل عمله الكبير بالفرنسية 
Derniers mirages 
ومعيارها التشكيلي 
وتشابك النسج فيه في نمطية سردية متفردة مذهلة 
هذه الرواية التي أشتغل على ترجمتها الى العربية منذ أزيد من ستة أشهر ونيف ، مما ينم على هذا العمل كما السماء إذا كشطت لما تزخر به من وعي سردي عبر ميتافزيقيا مجاهيل لا تدخل سراديبها الكونية الدلالية الا إذا كنت مسلحا بوعي فكري يؤهلك لافتكاك رمز كل حالة شعورية أو حسية ، ضمن مخيال ولغة شاعرية مذهلة ..، هذا المدى الذي لم يرهقني نظير له وقد مرت بي قراءات لكبار الكتاب ولكنني لم أجد صعوبة كتلك التي وجدتها وأنا ألج عوالمها وفصولها ، 
إذا السماء كشطت فيها أي في "السراب الاخير" ، فإنه فعلا 
قَسَم ُُ بفتح القاف والسين ، بالخيال والسرد ونبال المخيال ملفوفا في رؤيا ومرايا ..
قسم ُ للخيال واستثماره وشطر مخيالي للتذمر واستثمار الموروث العام . 
من هذا المنطلق ووفق نسج مغاير تماما تجْنح ُ ألخيمة ، تلك الأمة 
في عربكان لللاديب سعيد ملوكي . تغتسل من جنابة جنوح سفينة راسية قرب عنة خيمة هشة تنتظر أن تزف آمة لأسيادها الميامين .. 
هنا يكمن توظيف الكشط في مأموليته : ملمحا وتعرية في عربكان ،
حيث أن الخيمة ، هذا القفل المحوري المركزي يجتث في سرد مفصلي أحداث ومجريات : عربكان مرورا بجبروت الاسد والصهروشيخ القبيلة وشخوص 
عربكان . 
الروائي والقاص سعيد ملوكي في عربكان يكشط ويجذب ويعري النخوة الزائفة 
وكذا الوجاهة الخاوية ويطرح بأسلوب سردي ماتع خال من التعقيد ، مفعم توظيف المخزون التراثي العام : الوجاهة المسيجة بالمساحيق ولحي الشيوخ والاعيان وفي هولامية سردية ساخرة ايضا ، مبوبة لكنها متزنة .. 
حينما يوظف الموروث العام ، ليس ابتغاء منه تظليل أطياف وظلال سرده بالمتعة كما الحلقات في الاسواق الشعبية من أجل الفرجة ، وإنما يرتدي من ورائها أطياف وظلال مأمول مستتر بعيدا عن السمسرة اللفظية العبثية ، فحين نقرا مثلا :
هذه الصورة المجنحة الكاشطة : 
ـ" ان أسد القبيلة لم يهن بعد حتى تلعب القطط في عرينه. و النيران التي تشتعل على أطراف القبيلة تغذيها قبيلة زركشان من حطب طالما كان وسيلة توترات وفتن. انها تتحين الفرص للسيطرة على "الثلت الخالي" من أراضينا. لقد تغولت قبيلة زركشان و أصبحت تهدد استقرارنا. سنواجههابالاستعانة ببلاد الروم."
هذا الاجتياح السردي الدلالي يوحي بما لا يدع مجالا للريب أن القاص سعيد ملوكي يولح بسف ناصية القول وترويض المدلول والجلالة في ذات الأوان .
وأن السارد هنا يحمل مكنسته ويكشط المسكوت عنه عبر الازمنة ، حتى
يصل إلى الوقوف على خنوع العنة والشياه المرابطة بمشارفها :في هذه التعرية العارمة .
ها هي االطلقة تخرج من فوهة بوح السارد سعيد ملوكي مدمدمة :
" ان الدولة الافرنجية الصديقة العظمى فد أنشأت قاعدة عسكرية في الشرق، و أن الميناء الوحيد أصبح يشتغل جل الأوقات مع سفن الافرنج مما يعيق الرواج الاقتصادي و ينقص من مداخل الضرائب، حتى أن خزينة القبيلة أصبحت شبه فارغة. وهناك استياء من معاملة الافرنج لسكان القبيلة.
هز أسد القبيلة رأسه في اشارة مبهمة، ثم نظر الى صهره، ولأول مرة يشد على يديه قبل أن يقول له :
ـ تدبر الأمر دون ازعاجهم. فليس لنا مخرج آخر. .
ـ هناك عواصف وزوابع آتية من الشمال يسبقها هدير الغاضبين"
إلى أن يصل الكشط الى مبتغاه كنسا 
وتعرية في خاتمته المفتوحة ولوزمياتها 
وكذا صيرروة الخنوع .....
لا لشيخ القبلة فحسب ، بل لكل من يرتطم وجهه المعفر بالعار والرذيلة والخنوع وأخيرا تسدى وتمنح الخيمة قربانا للمزاد العلني أمام مرأى الهوان والورى ..
خنا أتوقف ، وأير انني بقدر ما كانت رغبتي في اسهاب مستفيض في تقفي فصول أخرى في عربكان .. فالفيت أن شفاعة السارد سعيد ملوكي أغنتني عن كل زيادة ، وقد أثث بمنظور سردي ساحر آليات مبناه شفاعته في هذه الصورة المحورية المرزية وهي تشفع لقص سردي يرتوي من مخزون ثراتي ثري ، في عملية إسقطاية رهيبة ومذهلة وثرية بجماليات الحكي والقص .. بعديا عن كل عجاج ، وهنا تكمن قدرة القاص يعيد ملوكي في التحكم في سلوكيات ونمطية السرد لديه من حالة حسية شعورية لأخرى وهو الذي يتعامل باللغتين العربية والفرنسية على حد سواء على صعيد التعاطي مع نمط وحالة بعينيها وفق مسلك جمالي جمالي أو تعبير تقتضيه ذات الحالة . 
وهذا المد السردي لا يتوفر لا عند كبار الكتاب بحجم سعيد ملوكي 
لذلك وضمن استهلاليتي في هذ العبور الخاطف أو بالاحرى عير هذه القراءة الانطابعية على المشارف أدرجته ضمن صفوة العمل الانساني 
رفقة ماركيز ، نجيب محفوظ ، باتريك موديانو ، إبراهيم صنع الله ليس محاكاة وأنما تطابقا : طليعة وطلائعية ... 
وتوازانا ومستوى سردي 
في خانة هذه الطليعة الطلائعية في ترويص المبنى السردي السحري ، العجائبي .
وستكون لي أوبة لهذا العمل في فرصة أخرى .
هذا عبور خاطف في اطياف عمل يكشط ما تحت الخيمة من خنوع ورذيلة ومهانة .الخيمة / الوبر والخيمة رباعية الدفع
وميح شيخ القبيلة والصهر عبر وحل ورمال الثلث الخالي و" آلنا " وبيتنا .. و" الآنا المزيف "
*** كتب : أحمد ختاوي

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق