( شاليم )*/ كريم عبدالله

الحزنُ يمتصُّ إسودادَ رؤوسهم يا إنكي* سريعاً يبيّضُ شعرَهم بينما النساءُ يجدّلنُ التراتيلً بـ ( طينِ الخاوة )* وحيداً تحملُ السلالَ فارغةً تهجرها رُقمكَ الطينيّة تأتزرُ أوراقَ البرديّ تملّحها الأهوارَ المتسطّحة حكمتكَ متدلّيةً أعذاقها اللاصفة فيها بلا بريقٍ يمنحها الخلود . ( نيبور )* الجرادُ الغافي فزّزَ جنونهُ إستفاقةَ وحش الخرافة أوحى أن تداعب أسنانها قمحَ سنابلَ الزقّورات القبحُ قواربٌ تمخرُ فيها مناكبُ أحلامها تتدافعُ تحرّضُ الصمتَ يشجُّ أنينَ الجروح الراعفة تحتَ المحرقة فمتى تستفيقُ شرارةَ النبوءة مِنْ حاراتها تزلزلُ أحلامَ المتفائلينَ وتعمّدُ شوارعها ؟! . ( شاليم )* تُغرقُ الليلَ قصائداً تنثرُها في عواصمكَ القصيّة  نذوراً تتزكّى بها ينابيعُ الدماء وخرائب الدموع تئنُّ تحت حطام الفجيعة كلّما تتلألأُ تسحبُ الركامَ عنْ أنهارِ روحكَ متوجّعة مياهها تغلّفها التعاسة  تضوعُ آثامها بـ الشهوةِ توقظُ المسرّاتَ هيّأت عرشها ينتظرُ ترانيمَ عشقكَ يمنحها صهيلاً يفتتُ بردَ الغربةِ . أتفيضُ تخترق عماءَ ( جويريد )*  ويديّها البضّتينِ توقفانِ نزفَ الأرض وزمهرير الحروب معاً تُعيدان دجلة تغسلُ دماءَ القرابين عنْ أبوابها تنامُ الحراب وقدْ توغّلت فيها عواصفُ الكراهية تحشُّ مواويلَ عرائشَ المدينة تلتهما أتون الهاوية تراقبان كيفَ تتوارى الأحزان بعيداً بعيداً عنْ دخانِ البساتينِ وبــ يتسللُ إليها فجر نيسان ..؟!
....... ....... ....... ........
شاليم : نجمةُ المساء في الأساطيرِ الكنعانيّة .
إنكي : إله الحكمة في الأساطير السومريّة .
طين خاوة : مادة تستخدمها النساء منذ ومن بعيد للحفاظ على جمالهنّ وكثافة شعرهنّ الطويل .
نيبور : من المدن السومريّة القديمة والمهمة .
جويريد : سمي بهذا الاسم لانه يجرد الاشجار من الثمار والاوراق .

بغداد / العراق

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق