رمضان كريم/ انطوني ولسن

أحداث قتل الأبرياء في المنيا
  
جمعية جامعة المحبة
المركز الثقافي القبطي
Coptic Culture Center

الكاتب عماد الدين حسين
جريدة:الشروق
التاريخ: 13 يونيه2017
الصفحة2:
العدد:3054
علامة تعجب
أعتذر عن عدم وجود صورة الكاتب 

مع جوليا ومينا في نزلة حنا"-جريدة الشروق
جوليا طفلة عمرها 5 سنوات شهدت المذبحة المروعة التي أرتكبها الإرهابيون بحق الشهداء الأقباط الذين كانوا في طريقهم من المنيا إلى"دير الأنبا صموئيل المعترف"يوم الجمعة 26 مايو الماضي.
قابلت جوليا صباح يوم الجمعة الماضي في بيتها بعزبة أو نزلة حنا مركزالفشن بمحافظة بني سويف خلال زيارة لأسرتها بصحبة وفد صغير نظمته الدكتورة منى مينا وكيلة نقابة الأطباء وضم أطباء ومحامين وصحفيين هما العبد لله وزميلي محمد سعد عبد الحفيظ مدير تحرير"الشروق" وعضو مجلس نقابة الصحفيين.
كنا سبعة أشخاص ولم نتمالك أنفسنا وأجهشنا جميعا بالبكاء ونحن نقابل هذه الطفلة الصغيرةالتي شاءت الأقدار أن تشهد مقتل شقيقها الأكبر بيشوى 24 سنة أمام عينيها داخل الأتوبيس. أغلب الظن أن جوليا بحكم سنها الصغيرة ،لا تدرك طبيعة ما حدث حتى الآن أولا تعرف بأ ي
طريقة حفظت وخزنت هذا  المشهد في ذاكرتها ،خصوصا أن كل ملابسها قد غرقت في دماء شقيقها وأقاربها، لكن المؤكد أن والدتها لن تنسى ولن تغفر أبداً للقتلة،وهي تراهم يقتلون أبنها  الأكبر بدم بارد وبرصاصة في منتصف عينيه لمجرد أنه  سأل أحد الأرهابيين لماذا تفتلوننا؟. فقال له :لأنكم كفرة،فرد عليه بيشوي:"لسنا كفرة نحن مسيحيون ". وبعدها كانت الطلقة القاتلة. 
الأم قصت المشَهد المرعب،وهي تتكوم ومعها أبنتها وأبنها طوال دقائق مرت كدهر كامل تحت كراسي الأتوبيس حتى لا يراهم الإرهابيون الذين  كانوا يمطرون الأتوبيس بالرصاصات من كل جانب،بعد أن تمكنوا من إيقافه عبر أستهداف إطاراته.
ومن نزلة حنا في الفشن إلى قرية دير الجرنوس في مركز مغاغة .من هذه القرية الصغيرة سقط سبعة شهداء  يصنعون الأجراس. وبعد أن أجهز الإرهابيون على ركاب الأتوبيس فوجئوا بأن هناك سيارة ربع نقل  تأتي في أتجاههم.أوقفوها وأنزلوا جميع من فيها.وسألوهم عن بطاقات الهوية.وعندما عرفواأنهم مسيحيون قاموا بإعدامهم بدم بارد أيضاً.أثنان فقط، نجوَا من هذه المذبحة هما أبناء سائق السيارة عايد حبيب.، الطفل الصغير ويدعى مينا وعمره عشر سنوات وشقيقه ألأكبر مارك وعمره 14 سنة.يقول مينا:كان هناك إرهابيان يقفان بجانب السيارة بعد ان  قتلا الكبار.أحدهم أراد قتلنا،لكن الآخر قال له أتركهما.أنطلق الإرهابيان بعد أن قتلا أربعة آخرين  في سيارة تويوتا مزدوجة الكابينة كانت في طريقها للدير أيضا تقل أحد المقاولين المتعاملين مع الدير. الطفل مارك أكتشف أن والده لم يمت بعد، حاول أن يرفعه من الأرض ليضعه في السيارة،فلم يستطع هو وأخوه مينا . ركب مارك السيارة وهو لا يعرف القيادة.، لكن غريزة البقاء جعلته يقودها.حتى وصل إلى الكمين القريب من بداية الطريق الصحراوي الغربي.طلب من رجال الشرطة إنقاذ والده،فلم يتلق إجابة سريعة.فحكى القصة لصاحب سيارة ملاكي،فذهب معه وأحضر والده وبقية الجثامين ،لكن والده مات في الطريق.
في يوم الجمعة شاهدت جوليا ومينا وكل أسرهما أو بالأحرى ما تبقى منها. كانت لحظات يصعب  وصفها  مهما كانت الكلمات وبلاغتها.
السؤال الذي كان يلح على طول الوقت :ما ذنب هؤلاء الأطفال؟،وكيف يمكن لشخص سوي حتى لو كان بلا دين أن يقتل ويروع الناس بهذه الطريقة؟!لسوء الحظ أن الأرهابيين الذين ارتكبوا هذا الحادث الإجرامي والحوادث المماثلة الأخرى لا يعرفون حجم الجريمة التي يرتكبونها بحق الإسلام وسمعته.
المطلوب من المجتمع أن يقف بجانب أهالي الضحايا المكلومين بصورة حقيقية وصادقة،وليست تلفزيونية ووقتية،لأن الجرح صعب والمصاب أليم،،والأرهابيون نجحوا للأسف في إحداث شرخ نرجو ألا يتسع،وللحديث يقية
عماد الدين حسين
emadiraqi@yahoo.com
**
رمضان كريم
29 /May 2017
رمضان كريم
بقلم:أنطوني ولسن-سيدني أستراليا
رمضان له ذكريات خالدة
في حياتي منذ صغري،فما أن يطل هلاله ،حتى أستيقظ مبكرا وأخرج الى الشارع لأطوف مع المسحراتي وهو يضرب بقطعة من الجلد فوق طبلة صغيرة ليوقظ الصائمين للصلاة  في بداية الصوم ..ظللت في كل عام،ارنو إلى وقت مجيء  "المسحراتي" لأستيقظ وأخرج الى الشارع للسير معه الى أن صارت علاقة طيبة بيني وبينه في الفجر،.بعد فترة زمنية سمح لي أن أمسك بتلك الطبلة الصغيرة، وأبدأ بإيقاظ الناس للصلاة.لم تمنعني أمي "رحمها الله" من الأستمرار فيما أفعل مع"المطبلاتي".في بداية أول  أيام العيد مع كان المطبلاتي يمر على المنازل  ليأخذ العدية،كانت أمي تحضرطبقا من "الكعك والبسكوت ،مع قرشين صاغ وتعطيهم له.أستمر هذا الحال الى فترة زمنية كبرنا فيها وتغير "المطبلا تي"ولم أعد أخرج في فجر كل يوم  في رمضان كما كنت أفعل .لكن كانت عندي عادة في شهر رمضان أن أذهب الى خالتي مريم رحمها الله التي كانت تعيش في حي البراد ،الحي الذي ولدت فيه ولمدة أربعة أيام ،ثم أنتقلت الأسرة الى 18 شارع السندوبي بشبرا أمام مخزن الترام.الغريب في الأمر والذي لا ولن أنساه حتى وأنا في هذه السن وأنا في طريقي الى خالتي في شهر رمضان.كانت العربات "الكارو"التي يركب فوقها الأطفال بنين وبنات وهم يصفقون وبصوت عال يهتفون"العيد عيدنا والنصارى كلابنا واقفين على بابنا يمسحولنا الجزمة".. والكثير مثل هذه الألفاظ ضد النصارى المسيحيون في مصر. مع ذلك  لم تنفصم العلاقة بيننا كابناء الحي وبعض من عائلات شارع السندوبي .لم تحدث أحداث مسيئة الينا نحن أقباط مصر ولا الى بعض العائلات اليهودية وكانت احدى العائلات تقطن في نفس الشارع وكانت علاقتي بأحد أبناء الأسرة،علاقة طيبة  نلتقي بها ويشاركنا اللعب نحن ابناء شارع السندوبي مع مشاركة أبن عم عبدالله البقال حتى مجيء أسرة فلسطينية وانضم أبنهم معنا ،ومازال الحلم يراودني لتلك الذكريات الجميلة والمؤلمة لأندثارها ونهايتهالأن تلك العلاقة لم تتوقف عند شارع السندوبي ،بل استمرت  بدءا من وأنا في مدرسة "الأمير فاروق"بالترعة البولاقية ،الى مدرسة "التوفيقية الثانوية" تكونت بيننا علاقة صداقة متينة "محمد عبدالله الخولي..أحمد فؤاد ..ناحوم رياض وأنا" هذه العلاقة استمرت طويلا الى رحيل البعض الى السماء مبكرا ،ومع ذلك ما زلت أتذكرهم إخوة وأخوات  مسلمين الى الليوم الحزين الذي أصاب مصر المحبة بوعكة صحية لم يجد أطباء الإنسانية وحب بعضنا لبعض كما كنا علاجا لها فقد خرجت طيور الظلام وعششت وتغيرت مصر من مصر الأمان والمحبة الى مصر الأضطهاد العلني ضد المصريين المسيحيين الأقباط الذي استمر حتى يومنا هذا في صباح هذا اليوم المبارك.عقدت العزم على تهنئة أصدقاؤنا المسلمون في أول أيام رمضان كالعادة.لكني فوجئت بهذا الحدث المؤلم الذي راح ضحيته أكثر  من 29 شهيدا أكثرهم من الأطفال غير الجرحى الذين نقلوا الى المستشفيات مساء أمس الجمعة.كان من الطبيعي أن أعرف الخبر في الصباح المبكر فحزنت حزنا شديداً ليس على الشهداء"كما نؤمن"،لكن لهذا الفعل الدنيء الذي أصاب مصر في مقتل.لأن ما يحدث للمسيحيين الأقباط سيحدث أيضا للمسلمين بدون شك، حتى تنتهي مصر من خريطة العالم ولن تعود الى ما كانت عليه حتى في عهد عبد الناصر.
فخامة الرئيس محمد عبد الفتاح السيسي ..متى يمكن لمسيحي مصر أن يعيشوا في أمن وأمان  ويواظبون حياتهم كمواطنين شرفاء يحبون أمهم مصر،ويحبونكم فخامة الرئيس؟؟؟ لقد هاجرنا لبعد نظرنا وتحملنا مشقات الغربة.ومع ذلك فخامة الرئيس لم ننسى مصر!.كانت فرحتنا كبيرة عندما توليتم سُدت الحكم،وكان أملنا في الله وفيكم.لكن..وآه من لكن هذه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي!.الجرح غائر ومؤلم ولم يتوقف سلسال الدم المسيحي الذي يراق على أيدي سفاحين وقتلة يرتكبون الجرائم،ولم يحاكم واحداً منهم لا من هم في السجون ولا من هم يعيثون في الأرض فساداً وخراباٍ وأضطهاداً للمسيحيين؟
متى فخامة الرئيس محمد عبد الفتاح السيسي سيشعر المسيحيون في مصر بقيمتهم والشعور بأمنهم فعلاً كأبناء مصر العاملين بكل الحب لوطنهم مصر الساهرين على مصلحة مصر.كل ما يحتاجون  اليه فخا متكم هو ترك كل ما هو بيدكم من أعمال مهما كانت أهميتها وتبدأون بأقتصاص العدل والحكم السريع للذين في داخل مصر وسجونها،وكل من تسول
له نفسه بقتل الأبرياء؟
نشكر جريدة "الشروق" والقائمين عليها.
كما نشكر كل من:الأستاذ الكاتب عمادالدين حسين،وزميله محمد سعد عبد الحفيظ مدير تحرير"الشروق" وعضو مجلس نقابة الصحفيين.

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق