سكيتش إنتخابي/ عباس علي مراد

هذا حوار إفتراضي عن قانون الإنتخابات اللبناني على لسان أشهر ممثلي الكوميديا في لبنان أبو سليم الطبل (صلاح تيزاني) أطال الله بعمره وعضو فرقته المرحوم فهمان (محمود مبسوط) وقد حرصت على استعمال اللهجة العامية اللبنانية ومقاربة الموضوع بعيداً عن أسلوب التحليل الجاف لأجعل القارئ يضحك على معاناتنا مع الطبقة السياسية اللبنانية التي تحرص أكثريتها على مصالحها وتقدّمها على مصالح العباد والبلاد.  
فهمان: خيي أبو سليم بدي إسألك دخلك شو يعني النسبية وقانون النسبية؟
أبو سليم: ع علمي يا أبو الفهم أنك بتفهمها ع الطاير وبتشيلها من تم السبع.
فهمان: ليك خيي أبو سليم بدك ما تواخذني نسبية اللبنانيين فيها غموض وأنا بفهم ع قد حالي!
أبو سليم: أيي مليح والنسبية هيك كمان هي بلبنان على قد حالها وحالنا.
فهمان: الله يخليك يا أبو سليم، شو قصتك بلا لف ودوران، اشرحلي عم تدوخني القصة.
أبو سليم: والله بدي اقصفلك عمرك أنا بلف وبدور، بس شو لحد هلأ بعدك مش دايخ؟
فهمان: دخيلك يا أبو سليم زوّدتها عليي ورح تطيرلي عقلاتي احكي، احكي خلصني، أوف.
أبو سليم: يا خيي يا فهمان، روق، القصة وما فيها صاحبك أبو سليم ما عارف كوعو من بوعو بالنسبة لنسبية لبنان!
فهمان:يرضى عليك يا أبو سليم هلأ ريحتني، ما كنت تبق هالبحصة من زمان!
أبو سليم: وكيف ريحتك؟
فهمان: لأنو كنت مفكر أنو أنا لوحدي يعني، يعني، يعني بالعربي المشبرح حمار! بس صرنا تنين.
أبو سليم: لك روح الله يريحني منك ويغضب عليك ولا يسامحك فضحتنا هلأ بيصيروا بدهن يسخرونا أكثر. روح من وجهي قبل ما وديك بستين نسبية قصدي داهية.
فهمان: شو يا أبو سليم بستين نسبية على قولك ما في فرق! باي باي ابو سليم بشوف وجهك بخير.
أبو سليم: روح روح من وجهي.
(بعد قليل من الوقت عاد فهمان وتابع حواره مع أبو سليم)
فهمان: مرحبا أبو سليم بدك ما تواخذني، انشالله روّقت؟
أبو سليم: شو عندك جديد؟
فهمان: سمعت أنهن مدّدوا للبرلمان تنكياً.
أبو سليم: الله ياعيني عليك، تقنياً تقنياً يا فهمان.
فهمان: بس للي محيرني مش التمديد، بس شو الفرق بين هذا التمديد التنكي بدك ما تواخذني أبوسليم ما عارف الفظها والتمديد غير التنكي؟!
أبو سليم: لأ يا ابو الفهم، هلأ صار عنا قانون إنتخاب وراح تصير الانتخابات على هالأساس يعني بأيار سنة 2018 راح ننتخب ع قانون النسبية اللي اتفقوا علينا فيه.
فهمان: زعلتني، يا أبو سليم، رجعتني ع هذه النسبية، خلص أنا تاركك وراح أتركلك الحي كمان إذا بدك تضل  تحكيلي بالنسبية.
أبو سليم: اقعد يا فهمان ما هي حرزانة لوين بدك تروح، قعود.
فهمان: ليش أنت مهديلي بال لحتى أقعد ساعة نسبية وساعة تنكية وساعة كوبة نسوانية وما بعرف شو كمان ، ارتفع معي الضغط يا أبوسليم!
أبو سليم: معليش يا فهمان، إذا ارتفع ضغطك بتضلها بسيطة، مش أحسن ما يرتفع ضغط البلد من كثرة مطالب هالسياسيين، هذا بدو حقوق جماعتو عداً ونقداً، والتاني بدو حقوق قرايبو ع المسطرة، والثالث بدو حقوق قبيلتو حتى ما يخسر مقامو، والرابع بدو حقوق اللي موظفينو لحتى ما يدبروا غيروا وبس ما حدا داير عا حقوق الناس!
فهمان: قنعتني يا أبو سليم والله معك حق، لأنو إذا ارتفع ضغط البلد  بيصير بدنا نتهجّر. بس عندي سؤال شو قصة البطاقة الإنتخابية الممممغغغلللطة والكوووبببة النسوانية؟
أبو سليم: شو قصتك يا فهمان ما عدت عارف تحكي وعمالك تخلط الحابل بالنابل، بطاقة إنتخابية ممغنطة وكوته نسائية.
فهمان: مش شايف يا أبو سليم كيف عم يصعبوها علينا بهذا اللغة والتعبيرات!
أبو سليم: يا فهمان، نحن شعب اخترعنا الأبجدية، يعني بدك يزعلوا منا جدودنا ويقولوا ضيعوا الإرث ولو يا فهمان!
فهمان: أبداً، أبداً، أبداً فهمان ما بيرضى تضيع الورثة، بس بشرفك يا أبو سليم ليش ما مشيوا بالكوووببة النسوانية؟ يعني شو بتشكي مريام كلينك وهيفا وهبي إذا كانو بالبرلمان مش هيك بنكون أحسن من جدودنا.
أبو سليم: الله يعيني عليك يا فهمان، شو بدك ببنات الناس، هيدول فنانات وبيرفعو الراس .
فهمان: يا عيني عليك يا أبو سليم هلأ صرت عم تعجبني لأني بدي صوّت لشي بيرفع الراس.
أبو سليم: بس يا حسرتي يا فهمان يمكن هالحلم ما يتحقق بحياتنا!
فهمان: خيي أبو سليم بدي ثقلّها عليك ما تواخذني، بعد في هيك شغلتين صغار بدي رأيك فيهن. اول شي نعرف انو بالإنتخابات بنروح ونصوت بس شو هذا الصوت التفضيلي شو أصلو ويعني في ألة بتعطي هيك صوت؟
أبو سليم: حبيبي يا فهمان، هذا من الخلطة العجيبة للقانون، ما سمعت شي بيفضل الصوت التفضيلي حسب القضاء وشي حسب الدائرة، ولحتى ما يزعل حدا اعتمدوا التنين، هيك فيهم يصيروا يستقووا على بعض حسب مصالحهم ويطيروا اللي ما بيعجبهم.
فهمان: بلكي أنا ما بفضل حدا.
أبو سليم: أي عمرك ما تفضل حدا، بينجحوا فيك وبلاك ساعتها شو هنّي كثير همهن صوت الناس بكيفيهن أزلامهن.
فهمان: هيك لكان.بسيطة. بس في ناس عم يحكوا عن أخطاء ومخاوف وهواجس.
أبو سليم: يمكن في بعض ناس ما تراعت مصالحهن مية بالمية يعني hundred percent وبدهن يحكوا بأخطاء ومخاوف وهواجس، بس متل ما بتعرف يا فهمان هذي شغلة بالمفرق ونحن عنا بيشتغلو وتجارتهن بالجملة ويعني أنو القانون بالجملة يا بتاخذوا كلو ومتل ما هوي ويا بتتركوا كلو حكم مبرم.
فهمان: عجبتني شغلة بالقانون هي حصة المغتربين شو رأيك فيها يا أبوسليم؟
أبو سليم: ما بعرف يا فهمان لوين بعدهن لاحقينهن، بعد ما هجروهن وبعّدوا غربتهن، صاروا بدهن يتاجروا فيهن.
فهمان : بعتقد يا أبو سليم هيك بتوطد العلاقة بين لبنان المقيم والمغترب.
أبو سليم: إنتي وين يا فهمان وهني وين مثل ما بيقول المثل: الجمل بنية.. والجمال بنية.
وهون ولعت براس فهمان:
و"غنيلي شوية شوية"
عالنسبية عالنسبية
والاصوات التفضيلية
 وتكريس الطائفية
بالبطاقة الانتخابية
ويلعن بي الديمقراطية
ويلعن بي الوحدة الوطنية
عالنسبية عالنسبية
ودق الميه بتبقى ميه
ما همٌ كوتا نسائية
ولا وحدة وطنية
ولا حقوق إنسانية
نحن بلاد التوافقية
وغنيلي شوية شوية 
عالنسبية عالنسبية.


CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق