سباق الماراثون/ نزار حنا الديراني

مسرعة كانت الغيوم
ربما كانت تتسابق مع اللقالق
فكلاهما يركضان الى حيث دفئ الصيف
او ربما كانت تتسابق معي
وحيث الرياح الصفراء تطاردنا
والضباب يخفي عنا المستقبل
لذا ترانا نركض 
الى حيث المراجل تغلي
الى الجهنم الذي نصبته لنا الهة العالم السفلي
لتتخلص من ديموز والربيع 
لذا ترانا نركض ونمسح باذيالنا اثار اقدامنا كي لا نعود من جديد
ونزرع ارضنا بالمحبة والفرح
فلما العودة
ان كانت في بلادي 
احدهم يسلب ارضنا والوجود
واخر يكفرنا ويحرم علينا تناول الخمور
وقطع الراس شريعة سماوية
وكيف لا يحرم ويكفر وهو يدري
لولا تزاوجها مع الخبز لما ولدت 
الابجدية والحضارة
ملعونة هي السنابل والكروم
فلولاهما لما كثر العدد
ملعون كل من يشرب الخمر فهو يتحدث عن الحقوق والوطنية
ملعون كل من يطلب التزاوج بين الجسد والدم
او بين حبة القمح وعصير العنب
فلا صليب كياسا ولا الوزير ننشور يستطيع ان يخلصنا من الحقد الدفين
الذي يطاردنا
ونحن ! نصارع انفسنا ونطارد التاريخ
نتصارع !! حول جنس المولود وما نسميه
نتصارع على حصتنا من اشلائنا
نتصارع على الفتات التي ترميها علينا اؤلئك الذين باعوا رؤوسنا
نركض .. ونتسابق مع السراب
وحراس الباب يجلدوننا لسنتين او اكثر
ونحن نحلم حتى بالخريف
 رغم اننا نعلم ستتعرى اجسادنا امام برد الشتاء
وسيغزو الشيب رؤوسنا وقلوبنا
نركض ... واصحاب الكراسي المصنوعة من اضلعنا 
او الصلبان الذهبية التي بها يصلبوننا 
هم ايضا يتسابقون من اجل ان يبللوا اصبعهم في جنبنا 
ويتصارعون في نوع الخطاب او على احلامنا البنفسجية
والرياح الداعشية تطاردنا 
باتجاه من باع رأسنا
تريدنا ان نفرغ ما في جعبتنا كي نسلم من الذبح
وتتقاسم هي مع خمبابا دمائنا وتراثنا
ليخف حملنا ونتسابق في ركضة الماراثون

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق