اقتتالنا على السماء سيفقدنا ألأرض/ موسى مرعي

ان تعاليم الرسالات السماوية هي رسالات أخلاقية مناقبية ومنها القائلة بالتساهل في الحقوق الانسانية لسلامة المجتمع وفلاحه ومنها نفي للذل و للظلم وللخمول البشري , وفي الرسالات السماوية وضع الله أي الخالق الآمر بوضع قاعدة اجتماعية متلائمة مع حالة التمدن الانساني الذي انتقل من حالة التوحش الى حال التمدن ونقل الانسان من حالة النزعة الفردية والقبلية التى تمنع تقدم المجتمع البشري من التحضر والتمدن ووضع الله في رسالاته السماوية قانون قضاء تشريعي للانسان كي يعرف كيف يبني مجتمعه الحضاري والاخلاقي ويوجد ألأمن وألأمان والاستقرار والمحبة بين جميع سكان المعمورة . 
فكانت فدية هذه الرسالات والارشادات القانونية النظامية هو التعبد عبادة الله الخالق الواضع لهذه التشاريع المنزلة برسالاته من أجل استرضائه . . فأرسل الرسالات السماوية عبر ألانسان الذي اختاره الله ورأى فيه امكانية السمع والطاعة فوجد الأشخاص الذين بهم هذه الصفات وجعلهم رسلا له ونحن أسميناهم أنبياء اي النبي ابراهيم مثلا يعني الرسول الذي يتنبأ الذي يريد أن يبلغ ما تنبأ به او ما كلف به ليوصله . فكان ابراهيم واولاده وأحفاده اسماعيل واسحاق ويعقوب وموسى وعيس المسيح وآخرهم محمد عليهم السلام , 
رسالة النبي محمد وآخر الرسل أي النبياء جاءت لتكملة نشر جملة أن الدين لله وليتذكروا ألأديان السابقة لأن الابراهيمة انتست والرسالة اليهودية انتست والرسالة المسيحية على وشك الأنقراض او النسيان فكلها رسالات سماوية اسلامية لله . 
فجاءت الرسالة المحمدية للتذكير بالرسالات السماوية السابقة , من قوله تعالى أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم . 
الله خاطب الجميع ولم يخص بخطابه مجموعة معينة أو نبي أو جماعة نبي فقط بل خاطب كل البشر حتى الذين لا يؤمنون به . ويقول الفيلسوف اللبناني السوري أنطون سعاد كلنا مسلمون لرب العالمين منا من أسلم لله بالانجيل ومنا من أسلم لله بالقرآن الكريم ومنا من آمن بالحمكة .
 لقد سبق وقلت في تعليقي بمشاركتي مع ألآساتذة حول موضوع أو بحث للاستاذ متعب عن الدين . اننا نواجه صنفين من المجتمع البشري او قسمين لأن المجتمع البشري أصبح قسمين قسم يؤمن بالغيبيات وقسم يؤمن بالماديات وأنا اسميها أيضا الحثيات . لكن للأسف بسبب من استولوا على الرسالات السماوية أصبحنا نحن المسلمين المحمديين سماعين ولسنا قرائين , نسمع ولا نقرأ الى اجدادنا ونحن تركنا المنبر لأشخاص لبسوا عمامة الدين وتركناهم يسرحون ويمرحون على كيفهم الى أن توسعت تجارتهم المربحة ووقعت الويلات والانشقاقات والحروب الطائفية والمذهبية وأصبح الآسلام عالمين عالم اسلامي وعالم عربي يتخبط بعضه بعضا وأصبح السيف الذي لا يفيد في قيام النهضات الحضارية والقومية وقالوا ان فائدة السيف لنشر الدين والانتصار بالدم بدلا من الفكر والفهم أصبحنا وللأسف من المتهوسين بالسيف وسفك الدماء , لأن من سبقنا أخذوا هذا العنف اي السيف المدرج دائما بالدماء من من سبق الانبياء وليس من الله لأنني لا اصدق أن الله يقول اقتلوهم وقطعوا رؤوسهم وأرجلهم ان لم يتبعوا دينك يا للنبي فلان أو يا مسلمين او يا محمد بل المسلم هو الذي نقلها عن الامبراطورية الرومانية او الاغريقية او الفارسية او العربية كل امبراطورية تدخل مدينة تحتلها كانت تفرض نظامها ودبانتها على سكان تلك المدينة وهكذا . 
مثلا هانيبعل شق ايطالية بالسيف من شمالها حتى جنوبها في فتح لم يشهد له التاريخ قبل رسالة النبي محمد بحوالي 800 قرن وكان السيف هو الأقوى للتفاهم عند العرب . 
يتهم النبي محمد بأنه هو السب بدخول السيف في مسألة نشر الدين . أنا أقول ليس النبي محمد بل أذن له الله عندما اجتمع العرب على قتله وهو لم يكن معه سوى القلة القلة من الفقراء الذين آمنوا برسالته المحمدية الاسلامية فأمره الله بالقتال كي يحمي نفسه ومن معه لأن لو لم يقاتلهم لقنلوه وقتلوا من معه والرب قد جعله آخر ألأنبياء وعند دخول مكة والكل أسلم لله انتهى دور السيف وجاء دور البناء للدولة الاسلامية لتنقلهم من الجهل الى التمدن الحضاري . 
لكن ما بدا النبي به من العمل للدولة حتى انتهى دوره ومات . فخرجوا من هم أصحاب النبي وانشقوا طرف يريدون الامام علي الخليفة حسب وصية النبي في حجة البيعة سميت غدير خم وطرف من الصحابة أيضا رفضوا وصية النبي محمد لخلافة علي ونصبوا ابا بكر الخليفة ولم نزل يعاني العالمين العربي والاسلامي من هذا الانشقاق بين المسلمين المحمديين وأصبحت الرسالة السماوية التي ستكمل ألرسالات التي سبقوها الى مئة ورقة ممزقة الى طوائف ومذاهب لأن استلم الدين رجال علماء نصابين ودجالين منذ الخليفة الأول الى يومنا هذا صار عند كل المذاهب والطوائف نصابون ولا استثني المذهب الذي انتمي اليه لأن امي وابي منه فقد حاولوا فرضه علي , الى أن اصبحنا أداة حادة بأيدي أعدائنا لقتل بعضنا بعضا . 
الموضوع ألآهم هو أن كيف نجد الحل لخلاص العالم من رجال الدين التجار والمستثمرين من مسلمين محمديين ومسلمين مسيحيين ويهود ؟ هذا هو السؤال الذي يجب أن يلتقي جميع المثقفين والعقائديين أن ياسسوا حزبا مسالما يعتمد على المحاضرات ألادبية الفكرية العقائدية في الغاية الواحدة هي فصل الدين عن الدولة , ومنع تدخل رجال الدين في السياسة , يعني لا يفرض رجل الدين رأيه على ألأغلبية لأنه يمثل دينا وشكرا . 
مع تحيات مفوض مفوضية سيدني المستقلة موسى مرعي :

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق