العاصفُ والقاصف/ د. عدنان الظاهر

           
                   
من قلبِ القاصفِ والعاصفِ والعاصي
تتمرّدُ آفاتُ الدنيا
واحدةٌ تُلوَ الأخرى
تتزاحمُ أكتافا
يا ويلَ الغافي والعافي في الأُفقِ الأقصى
لا يصبرُ حتّى تتكشّفَ أسرارُ
أبراجُ وحوشٍ ضاريةٍ ودِلاءُ
تقرأُ ما في أفلاكِ الأبراجِ
وتترجمُ أسرارا
أفأبحثُ ما فيها عن صفحةِ ميلادي
أفأقرأُ كفّاً مخضوباً مقطوعا
أفسألُ رأسا
أو أرفعُ راياتِ حِدادٍ سودا ؟
صوتٌ يتكلّمُ لهجاتٍ صمّاءَ
يفهمها مَنْ يسكنُ بيتاً مُرَّ البنيانِ
يتساقطُ سقفاً سقفا
هل تطلعُ شمسٌ بعد سقوطِ سقوفِ الدارِ
هل يتوقفُ نزفٌ من خلفِ القضبانِ
أفٍّ للذكرى
تمسحها أقدامُ النجمةِ بُرجاً بُرجا
لا أُخفيها رمزا
أتعذّبُ منها فيها
رؤياها فوضى
أوقدت الشمعةَ في ساعةِ ميلادي
كشفت أسرارَ الدنيا في موجِ البحرِ الطامي.
أتقلّصُ من فرطِ الإعياءِ
وأدورُ شروقاً وغروبا
أحملُ في الرأسِ صُداعاً
وجفافاً في الثغرِ
الذكرى طبلٌ أجوفُ يقرعُ ناقوسا
الشمعةُ لا يكفي ما فيها من نورِ
حيثُ الليلُ طويلُ
والكونُ الدائرُ يبقى دوّارا
يبتلعُ الإنسانَ ويُرديهِ قتيلا.
ليتَ الطاحونةَ ما دارتْ
ما دارت أبراجُ الجديِّ وأبراجُ العذراءِ
ما دارَ الكونُ الجبّارُ ولا دارت في الكأسِ رؤوسُ
حيثُ السُرعةُ قصوى
فمتى يتوقفُ هذا العنفُ ويرتفعُ السقفُ
ليلتقطَ الأنفاسَ الإنسانُ
البحرُ دماءٌ في أفواهِ الحيتانِ
أجسادٌ يُلقيها اليمُ جذوعَ نخيلِ
لا رحمةَ في ملحِ مياهِ البحرِ الطامي
لا في الأرضِ سلامُ .

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق