للزعامة مواصفات فطرها الله فى قلب من اختاره لهــــا/ الدكتور حمـــــدى حمــــــودة

هل يستطيع اى انسان أن يصنع من نفسه زعيم ..؟ هل وسائل الأعلام قادرة على صناعة الزعماء؟
من الممكن أن تكون الأجابة على هذين السؤالين بالأيجاب اذا ماكان هذا الأنسان المعنى بالزعامة معدا لذلك فسيولوجيا وموهوبا من قبل الله ، فعندما انتقى الله الأنبياء على مر العصور ، لم يكن ذلك عبثا ، ولكنه كان مختارا من قبل ولادته ، ومعد اعدادا الاهيا لتكليفه بهذه المهمة الشاقة ، أى هداية الناس لعبادة الله ،والعمل بشريعته .
وأيضا يهب الله الأنسان الذى اختاره لزعامة شعبه مواصفات فى الجسم والقوة ورجاحـــة العقـــل والقدرة على الصبر وتحمل المشاق والأذى والعفو عند المقدرة وفصاحة اللسان والحصافة ، وهذا كله من صفات الرسل والأنبياء ، الا انه لم يكلف بالرسالة من قبل الله ، والمثل على ذلك عنــــدمــا بعثا الله طالوت ملكا ، قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال، قال ان الله اصطفه عليكم وزاده بسطة فى العلم والجسم والله يؤتى ملكه من يشاء ، والزعماء فى العصرين الحديث والمعاصر قليلون ، منهم (نابليون – هتلر- تشرشل- موسيلينى- رومل- جورج واشنطون- أيزنهاور- غاندى- خروتشوف- لولومبا- كاسترو- جيفارا- جون كنيـدى وعمر المختار وسيدى عبد القادر بالجزائر- السلطان الأطرش- الأمير أرسلان- أحمد عرابـــــى سعد زغلول- مصطفى كامل- جمال عبد الناصر وحافظ الأسد ) فأين من كل هؤلاء وبين حاكم مصر الذى يلهث وراء الزعامة بتواصله المستمر مع رؤساء لاحول لهم ولاقوة أمثال " أوباما" ..! ورؤساء الأتحاد الأوروبى ، هم من الممكن أن يوعدوه بالجنة مثلما وعد أسلافهم الشريف حسين ملك الحجاز بخلافة المسلمين بعد التحالف معهم للقضاء على الخلافة العثمانية ، وبعد أن أعطاهم كل شيء، أهدوه هذه القطعة الصغيرة من الشام ( الأردن ) ليكون ملكا عليها ، مما جعله يصاب بالجنون ، والتاريخ يعيد نفسه ، فلقد منوا " حمد القطرى " و " أوردغان" التركى ، بأن يهدوا الأول الملك على منطقة الخليج ، وما لبثوا أن طلبوا منه تسليم السلطة الى نجله فى 2016  ، وأن تكون هديتهم للثانى " أردوغان " العثمانية الجديدة وبسط نفوذه عل منطقة الشرق الأوسط الجديد ومعه اسرائيل ...!!!
لذلك وجب عليهما أن يكونا خادمين مخلصين لكل ما يؤتمرا به من أولياء أمورهم ، عليهم أن يفعلان ما لم تستطيع اسرائيل وواشنطون أن تفعلاه فى الوقت الحاضر ، عليهما تخريب سوريـــــا بدفع الأرهابين اليها بعد امدادهم بالمال والسلاح ، لقد فعلا ذلك فى ليبيا ، لقد أرسلوا الى ليبيا أكثر من ستة آلاف مرتزق من أفغانستان ، استطاعوا هم وحلف الناتو أن يدمروها ويقتلوا الملاين من أهلها ، ويشردوا الآلاف ، وهكذا يريدون اعادة هذا السيناريو فى سوريا الآن بواسطة الحاكم المصرى الذى طلب فى خطابه المتناقض من واشنطون اقامة منطقة حظر جوى على سوريا ، مع انه فى أول الخطاب نهى عن أى تدخل أجنبى وعدم المس بسيادة الدول ، ثم مالبث أن قال انه سيرسل آلاف المسلحين الى سوريا لمعاونة الشعب ، وفى نفس الوقت قال انه ليس مع الأرهابين الذين يروعوا شعب سوريا الآمن ، كل ذلك تخبط فى الخطاب الذى لم ينم عن جملة مفيدة ، لقــــد 
تحالف " حمد " مع الشيطان الأكبر ( اسرائيل ) وأقسم بأن يدمر سوريا ويخربها ويقدمها لهم عل طبق من ذهب ، اشترى الجامعية العربية ، وأعد قرارات طالب الدول الأعضاء بالموافقة عليها بعد أن أصبحت تحل محل السلطة الفلسطينية فى دورتها لرئاسة الجامعة ، ثم بعث هو وحليفه التركى ببعض الآلاف مـن المرتزقة المستعربين من اللبنانين والسوريين والخليجين والأفغان من الحدود التركية واللبنانية مزودين بأحدث الأسلحة الزكية والتكنولوجية ليعثوا فسادا فى بلد الفاتح العظيم ( صلاح الدين ) الذى لم يهدأ له بال ، ولا يغمض له جفن قبل أن يحرر بيت المقدس من الغتصبين الصليبين المتمثلين فى قوى الشر العظمى فى ذلك الوقت .
والحال هو الحال اليوم بل أمر وأشد وطئة مما قبل ، وبدلا من يزأر كل من القطرى والتركى والمصرى والحجازى زئير الأسد ليتصدوا لهذه الهجمة الصليبية الجديدة ، ويقوموا بنفس الدور الذى قام به صلاح الدين من قبل ، تخازلوا وباعوا أ نفسهم لواشنطون وتل أبيب ، والسبب فى ذلك أنهما يبحسان عن الزعامة والمجد ..! وبهذه المناسبة سوف أسرد بعض مما قاله المؤلف الأمريكى ( جون رونسون) فى كتابه المعنون باسم , الرجال الذين يحدقون كالماعز يقول منذ سنوات كتبت فيلما عن رجل يدعى , ديفيد ايكى , كان يعتقد أن السحالى المحبة للأطفال هى التى تحكم العالم ، وكان الجميع يرون أن هذا الرجل مضطرب عقليا وغريب الأطوار ، وبعد ذلك ظهر بعض علماء النفس الذين يعتقدون أن هناك أشخاصا لهم نفس صفات السحالى يحكمون العالم .!  
كان هؤلاء العلماء يشيرون الى الأشخاص السيكوباتيين أو المضطربين عقليا الذين يجدون أنفسهم  فى أعلى الشجرة ، أو لديهم محركا أكثر قوة من العقل عندما يتعلق الأمر بحكم العالم ، حيث أن الناس العاقلين الذين يتمتعون بالهدوء والسعادة يتأقلمون مع وسائل حياتهم ، لا يخلقون لأنفسهم أى وسائل للتوتر ، أما الناس الذين يعانون من الأضطرابات هم الذين يحكمون عالما يدور حول نفسه من المشاكل والأضطرابات ...!!
وواضح جدا أن الذى يقوله هذا المؤلف ، وعلماء علم النفس لم يقولوه من فراغ ، ولكن ذلك كان بعد دراسات وأبحاث تجارب كثيرة أنهكتهم لسنوات طويلة لكى يفرقوا بين الأسوياء وغير الأسوياء من البشر ، ومن الذين يعشقون الزعامة وليست لديهم أى منها والذى ميزهم بها الله عن الآخرين .!                                                                      
     

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق