الكلام فى العلم لم يعد ممنوعا/ إيمان حجازى

سألتنى فى سياق الحديث
كيف أجيب إبنى أو إبنتى على سؤال فى الجنس ....!؟

أعتقد أن هذا السؤال تحديدا يدور فى رأس كل أم وأب ِ كيف ومتى يكون الولد والبنت جاهزان لإستقبال معلومات عن الجنس ....!؟

أطباء علم النفس يقولون ِ بصفة عامة ِ متى سأل الولد أو البنت عن معلومة معينة فهما جاهزان لإستقبالها ِ والعقل فى هذا الوقت تحديدا يكون قادرا على إستيعابها والتعامل معها ِ ولكن بشروط
أولا .... أن تصاغ المعلومة بشكل بسيط بدون تعقيد ولا كلكعة وبدون خجل
ثانيا .... أن تكون المعلومة على قدر الحاجة

فلا يجب أن نسهب فى الشرح واللف والدوران الى أن نتوه الولد والبنت فيخرجا من السؤال بحيرة زائدة وليس بمعلومة

ولكى نبدأ بشكل سليم يجب أن يكون التكوين هو المبتدأ ِ وتعريف بأن ليس لأيهما فضل على الآخر ولا ميزة ِ وإنما خلقا هكذا تسهيلا وتيسييرا
فكل ميسر لما خلق له ......

كما لابد للأم والأب ِ كل بحسب قدرته على القرب أو الشرح ِ أن يفسرا للولد والبنت منذ وقت مبكر جدا ِ خصوصية أجسادهما
الخصوصية تعنى ألا يسمحا لأحد باللمس أو النظر
الخصوصية تعنى ألا يبدلا ملابسهما أمام أحد
الخصوصية تعنى ألا يخلعا ملابسهما خارج البيت لأى سبب

ولابد للأم والأب أن يعلما الولد والبنت ببعض المحاذير ِ مثل
لا يجب أن يستلقيا على ظهرهما أو على بطنهما أمام أحد
ألا يقوما بإعتلاء أحد
ألا يسمحا لأحد بإعتلائهما

وضرورة التأكيد عليهما ِ إذا إقترب أحد منهما وإفتعل أفعالا مما تناولتها قائمة المحاذير ِ إخبار الماما والبابا فورا
وعلى الأهل هنا التمتع بالهدوء ِ فالأهمية فى هذه الحالة تكون للإطمئنان على البنت أو الولد ِ ثم التصرف بعد ذلك بشكل لا يسبب للولد أو البنت عقدة ولا يدخلهما فى حالة نفسية سيئة

طبعا مثل هذه الأسس هى ما يتم من خلالها شرح وتفسير معنى الجنس بالنسبة للولد والبنت بشكل مبسط الى أن يحين إستكمال المعلومة في حينها ....

فمثلا قبيل مرحلة البلوغ يجب تمهيد معلوماتى لها ِ يلزمه شرح ما تصاحبه والتغيرات التى تطرأ وقتها على الجسم والحالة النفسية ...

وهكذا ِ فى هذه المرحلة يتم التعريف بالإحتياج الجنسي ِ على أن يوضح أن الجنس ليس عيبا ِ وإنما هو غريزة طبيعية وإحتياج عادى جدا مثله مثل الأكل والشرب وقضاء الحاجة والذهاب للطبيب والخروج للتنزه
ولكن لأن لكل شئ وقته المحدد فأيضا هذا ينطبق على الجنس

وعلى الأب والأم إذا أدركا أن الإبن أو البنت يعانيان من مشكلة ما فى هذا الخصوص ِ ضرورة الإلتجاء الى طبيب متخصص لتحديد مكمن الخطر ومعالجته فى بداياته

وعلى الأهل عدم التعالى أو تجاهل مشاكل البنت أو الإبن بحجة أنها حالة مراهقة والكل يمر بهذه الأمور ِ هذا لأن الأمور هذه لا تتشابه

كما يجب على الأهل متابعة المدرسة ِ يجب أن يكونو على صلة بمدرسة الفصل أو مشرف الدور ِ
العام الدراسى الماضى بلغ لعلمى حادثة فى مدرسة إعدادى بنين فى منطقة الهرم ِ وقد كتبت مقال فى هذا الخصوص يدق ناقوس الخطر ِ الأولاد فى فصل ما يشاهدون مقاطع جنسية على الموبايل ِ والأدهى والأمر أنهم يقلدون ما يرونه ...وهذه مصيبة طبعا .....
قد نستطيع تفاديها إذا تصرفنا بحكمة وبعلم وقمنا بدور الشارح الوافى لأولادنا بدون خجل أو إحساس بالعيب ِ فما عيب إلا العيب نفسه .

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق