حكاية عروس اسمها فالسطين لن ننساها ( الجزء14)/ موسى مرعي

العدو الصهيوني يحضر للحرب : كانت الزعامة الصهيونية قد بدأت مع مطلع شهر أيار مايو سنة 1942 , استعداداتها النهائية لتحويل فلسطين بأسرها الى دولة يهودية وهي سياسة أفصحت عنها صراحة في برنامج يتلمور الذي أقرته الحركة الصهيونية في قندق بتلمور بنيويورك في ذلك التاريخ . فاذا كانت الحركة الصهيونية حينذاك على استعداد لتحويل فلسطين باسرها الى دولة يهودية  , فقد كانت قادرة طبعا على تنفيذ خطة التقسيم التي اوصت بها هيئة الامم المحدة ( علينا ) . لاقامة دولة يهودية في القسم ألأكبر من البلاد وفق هذه الخطة . لقد انتبه الصهاينة منذ البداية , أكثر ما انتبهوا الى موازين القوى بينهم وبين الفلسطينيين . ورسموا استراتيجيات استهدفت ميزة الفلسطينيين الاساسية : وهي . تفوقهم العددي وحيازتهم للقسم الاعظم من الاراضي التي يملكونها وهي فلسطين بالكامل للفلسطينيين الكنعانيين الذين خلقهم الله منذ أن بدء عمر الانسان المتطور 75000 عاما , ولقد أفضت هذه الاستراتيجيات الى تقويض ميزة العرب هذه , والى قلب ميزان القوى كليا الى مصلحة الصهاينةولعل أوضح مثال للفكر الصهيوني في هذا المجال , نجده في الخطة التي وضعها سنة 1932 المنظر الصهيوني حاييم أرلوزوروف مدير الدائرة السياسية في اللجنة التنفيذية للوكالة اليهودية . كما ان خلفية المهاجرين الصهاينة الاوروبية و وقدرة الزعامة الصهيونية على الاستفادة من الموارد المهنية والدبلوماسية والمالية للجاليات اليهودية في الدول الغربية الصناعية . قد شدتا أزر المغامرة الصهيونية بحلول سنة 1944 , أصبح في استطاعة  الخبراء ألاخصائيين الرسميين في ادارة فلسطين ان يقولوا : ان الاقتصاد اليهودي في فلسطين : مختلف اختلافا جذريا عن الاقتصاد العربي وهو ليس في واقع ألامر شديد الاختلاف عن اقتصاد المملكة المتحة 
                                                                         
كذلك كان التنظيم العسكري من ألاولويات الكبرى في التفكير الصهيوني وكانت المنظمة الارهابية الهاغاناه هيى القوة المسلحة الرئيسية بقيادة الوكالة اليهودية وهي التي برزت في مطلع زمن الانتداب كفرع من منظمة هاشومير  ( الحارس ) السابقة للانتداب والتي نبعت بدورها من الجمعيات السرية في روسيا القيصرية . وبحلول سنة 1947 , كان قد أصبح للهاغاناه وجود مستمر لا يقل عن ثلاثين عاما , ومع أن هذه المنظمة كانت من الناحية الرسمية منظمة سرية شبه عسكرية وغير مشروعة , الا أن البريطانيون تغاضو عنها وبل أعانوها بطريق مباشر وغير مباشر بالسلاح الخفيف أيضا وغض أبصارهم عن الاعمال الارهابية التي كانت ترتكب بحق الشعب الفلسطيني , فنجد مثلاأن  شرطة المستعمرات اليهودية التي كانت تتألف من 14000 رجل والتي قام البريطانيون بتدريبها ودعمها , قد باتت معقلا وموردا لاحتياطي الهاغاناه . وما أن حلت سنة 1946 حتى كانت الهغاناه قد نمت قوتها وبات آمال الصهيونية العالمية يعتمد على الهاغاناه لتحقيق الوطن القومي لليهود , الى ان اللجنة الأنغلو – الاميركية  قدرت قوتها بنحو 62000 رجل . وعلى الرغم من الاعمال الارهابية الصهيونية المتكررة ومنها هجمات الهاغاناه ضد قوات الامن البريطانية فان بريطانيا تركت هذه القوة العسكرية من دون ان تمسها بسؤ . ولقد بلغت ثقة الهاغاناه بنفسها حدا دفع قدتهاالى توجيه مذكرة الى لجنة الانغلو – الاميركية في 25 /3 1946 في القدس جاء فيها ان لدينا معلومات ذات أساس وطيد عن قوة العرب في فلسطين . فليس هناك شك في أن القوى اليهودية كانت أكثر تفوقا في التنظيم والتدريب والتخطيط والتجهيز وأن في استطاعتنا مجابهة أي هجوم أو انتفاضة من الجانب العربي من دون طلب المساعدة من بريطانيا أو أميركا . واذا قبلتم الحل الصهيوني ( أي التقسيم واقامة دولة يهودية في الشطر ألأكبر من فلسطين ) وان وجدتم أنفسكم عاجزين أو غير راغبين في تنفيذ هذا الحل . فنرجوكم عدم التدخل لان في استطاعتنا نحن تنفيذه .                                                       
هذا وقد شرعت الزعامة الصهيونيةفي اعداد خطط عسكرية تفصيلية بحلول مطلع سنة 1945 , توقعا للمواجهة المقبلة وق صرح الارهابي دايفيد بن غوريون أن الاستعدادات الرئيسية لتحويل الهاغاناه الى جيش نظامي قد بدات قبل ثلاثة أعوام من ميلاد دولة اسرائيل , كما دعا بن غوريون عند قيامه بزيارة خاصة للولايات المتحدة سنة 1945 وكان وقتها رئيسا للجنة التنفيذية للوكالة اليهودية , الى اجتماع ضم تسع عشرة من كبار الشخصيات اليهودية الامريكية الثرية وأنعها بالمساهمة بأموالها في شراء الكميات الهائلة من آلات لصناعة الاسلحة والمعدات الحربية التي كانت تباع في أمريكا في شكل خردة عند نهاية الحرب العالمية الثانية . وقد تم تهريب تلك ألآلات الى فلسطين في ظل الانتداب البريطاني . والانظمة العربية كانوا في غفلة وبل في سبات عميق , بينما كان أنطون سعاده مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي يحث أعضاء حزبه للقتال ضد عصابات الصهاينة لحماية فلسطين وانقاذها من بين فكي الصهيوني البريطاني الامريكي . وقد بدأ هذا الحزب بمحاربة عصابات الصهاينة في فلسطين سنة 1935 و 1936 الى يومنا هذا مستمرا بحربه من أجل تحرير فلسطين من الاحتلال الاسرائيلي . ومن ذاك بدأ الحزب بالتعبئة العسكرية وبنفس الوقت كان محارب من الاستعمار الفرنسي والبريطاني ومن الانظمة العربية المستقلة شكليا وليس فعليا .         يتبع                                                
الحزب السوري القومي الاجتماعي / مفوضية سيدني المستقلة
أعدها الرفيق موسى مرعي  من مصادر فلسطينية موثقة

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق