الراحلون/ د. عدنان الظاهر

( أيُّها الراقدونَ تحتَ الترابِ ... / الشاعر إيليّا أبو ماضي )
رحلوا ...
غابوا ...
ما عادوا  
كانوا يوماً أحياءَ
هل غابوا حقّا
أفما يجمعُنا يومٌ قبلَ الحَشْرِ ؟
الزمنُ الصعْبُ مَرارُ
مَرَّ كأنّا ما كنّا فيهِ أحرارا
نفرحُ نسهرُ نلهو أيامَ الأعيادِ
نعجنُ في أيدينا طينَ الحِنّاءِ خميرا
أعيادٌ مرّتْ ما مرّتْ أشباهٌ قَبْلا 
أحداثٌ شتّى مسّتْ جُدرانَ الدارِ
قَدَرٌ أحمقُ لاحقنا عاماً عاما 
رَحَلتْ مَنْ رحلتْ حَتْفَ الأنفِ
الكُبرى اعتلّتْ فتردّتْ وهوتْ مِن عالٍ
الصُغرى زَحَفتْ ليلا
غابتْ في جُبِّ البئرِ 
اللوحةُ قاتمةٌ ـ ساطعةٌ أحيانا 
ما كُنّا فيها إلاّ أشباحاً ونُثارَ زجاجٍ شفّافٍ مكسورِ  
صوتُ الليلِ معاجمُ ألغازِ
هل تأتي بعدَ الظُلمةِ إشراقةُ نورِ ؟
أيامُ العمرِ علاماتُ عبورٍ حالتْ لونا 
يجمَعُها عَقدُ قِرانِ العُسرةِ واليُسرِ 
 تعبرُ جسراً فينا
يهوي يَحفرُ أخدوداً في مجرى النهرِ
هذا البنيانُ سقيمٌ مُعتلُّ
أجسادٌ تبْلى فيهِ تدريجا
يا ربَّ الربّاتِ الصُغرى والكبرى
يا ربَّ الكعبةِ والأحجارِ السودِ
خُذها لمسافاتٍ أبعدَ شأوى
لا عِبرةَ فيها لا جدوى
[ طفلٌ يمشي يسقطُ من سطحٍ فجرا ]
[ آخرُ يزحفُ يبحثُ عنْ أُمٍّ أو مأوى ]
أَرقَبُهُمْ يوماً يوما
أُحصي الأنفاسَ نياماً
أحصيها أيقاظا
فحذارِ حذارِ
هذا الكوكبُ دولابُ هواءٍ دوّارُ
يا أُمُّ تعالي
بعدكِ حالَ شعاعُ الشمسِ كسوفا
شَحبتْ أقمارُ
جفَّ الشجرُ المفجوعُ وناحَ نخيلُ 
البيتُ فراغُ 
فرنٌ يغلي دمعا.

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق