حلول مقترحة لحماية الاقليات/ لطيف شاكر

يقول المفكر الكبير طارق حجي  :أظن أن ما تعرض له مسيحيو مصر خلال السنوات الثلاث الأخيرة وحتى هذه اللحظة هو الأسوأ منذ بدأ محمد علي فى تأسيس مصر الحديثة فى 1805. ولاشك أنه لا يوجد سبب واحد لهذه الموجة الكئيبة ولكن هناك حزمة أسباب. فقد ساهم إنهيار التعليم وتشبعه بروح مضادة لقيم الدولة المدنية والتعايش المشترك والتوسع الرهيب فى التعليم الديني (الإسلامي) فى خلق مناخ عام يحض على كل نقائض قيمة التعايش المشترك. 
وفيما يلي بعض الامثلة لاضطهاد الاقباط خلال شهرين فقط .
25/5 تعرية سيده مسنه مصريه قبطيه فى محافظة المنيا وحرق البيوت القبطية
2/6 تهجير أسر مصريه قبطيه فى كفر درويش المنيا 
19/6 اعتداء على مصريين اقباط فى العامريه بعد شائعة بناء كنيسه
30/6 مهاجمة منازل مصريين اقباط فى سمالوط المنيا بعد شائعة بناء كنيسه
30/6 مقتل كاهن مصرى قبطى
2/ 7 محاولة ذبح ابنة كاهن مصرى قبطى فى سوهاج
4/7 ذبح طبيب قبطى على يد سلفيين فى طنطا
5 / 7 استشهاد راهبة بطلقات ناريةواصابة اثنتين اثناء ذهابهم دير مارجرجس الخطاطبة
والبقية تأتي فما زال الحبل علي الجرار والتى وصلت لإزهاق الأرواح وحرق الكنائس والبيوت  والضرب والإهانة والتعرية وتخريب البيوت والممتلكات
واصبح الان  في ظل الحكم الحالي  كل قبطي غير آمن علي بيته من الحرق ومن اولاده من الخطف ومن امراته من التعرية ...الخ  وكله يتم  بمجرد اشاعات  يطلقها اصحاب المصلحة ليفترسوا الضحايا  وهم متاكدون ان الامن سيتستر عليهم ويفبرك محاضرالبوليس وحتي لو تم تصعيد القضية فوكيل النيابة يفلتر الجريمة لصالح المجني وتكون الجلسات العرفية البدوية وبيت العائلة الفاشل للمصالحة وتقبيل الذقون الكثة والموافقةعلي شروط الجاني  وظلم المجني عليه , واذا وصلت الي القضاء  تكون البراءة  للمتهم وقد يلجق  المجني عليه نصيبا من الحقد الاسود حتي ينتصر القضاء  للظالم ضد المظلوم والي متي ؟
 وهل سنقف مكتوفي اليدين دون التحرك لينال الظلم كل الاقباط ؟!..
وفي ظل الدولة الدينية يتم العمل بالقاعدة الاسلامية انصر اخاك ظالما او مظلوما فلا يرتجي من القنوات الشرعية  املا او عدلا فهي قنوات تأمن المجرم المسلم وتشجع علي انتشار الجرائم ضد الغير مسلمين وربما يؤدي الي حرب اهلية او تدخل اجنبي لحماية الاقليات
وهذا عار على الدولة وعلى القيادات السياسية والحكومية وعلى النخب بشتى طوائفها وأهمها النخب الثقافية والإعلامية
ومن قراءاتي اضع بعض الحلول لعل احدها يكون صائبا ومقبولا .
يقول كرومر ان الاقباط ضعفاء لكنهم اقوياء
 تقول المؤرخة بوتشر :نعم هم اقوياء رغم ضعفهم وهذا لغز كيف يعيشون الاقباط  بعد اضطهاد شديد استمر حتي تاريخه من ظلم مهول وعذاب شرحه يطول  ...  
يقول المؤرخ عبد العزيز جمال الدين في مقدمة تحقيقه لكتاب تاريخ مصر:ان وجود المصريين الاقباط رغم الاحتلال والقهر الي يومنا هذا يعد من معجزات البقاء فعلي الرغم من الاضطهادات العاتية التي مر ويمر بها المصريون الاقباط علي مر العصور الي يومنا هذا, فمازالوا يعيشون صراعاتها ويتعايشون مع احداثها وباقون لاستكمال مسيرتهم.ان وجود المصريين الاقباط رغم الاحتلال والقهر الي يومنا هذا يعد من معجزات البقاء فعلي الرغم من الاضطهادات العاتية التي مر ويمر بها المصريون الاقباط علي مر العصور الي يومنا هذا, فمازالوا يعيشون صراعاتها ويتعايشون مع احداثها وباقون لاستكمال مسيرتهم
الحل الاول :
لابد من وجود لوبي من الاقليات  بانواعها  يرأسه شخصية  تتسم بالكارزمية الدولية  والوطنية ومؤمن  بمشاكل  الاقليات ويسعي الي  احقاق الحق وانصافهم , ويكون مقبولا من الدولة وله حصانة قانونية  حتي يمكن رفع صوته ويجأر بالظلم الواقع علي الاقليات  ويقدم الحلول المناسبة ويطالب بحقوق الاقليات المسلوبه ويكون له صوتا عاليا ومسموعا  في دهاليز الدولة وقنواتها المشروعة.
ارجو ان نسعي جاهدين للوصول الي هذه الشخصية المميزة  ويقيني انه مجرد التوصل اليه  يمكن فرضه علي الدولة بكل الطرق  ليكون مندوبا للاقليات  ويتكلم باسمهم  وهذا احد الحلول المقترحة, علما بان في البلاد المحترمة يوجد وزير للاقليات له سلطات واسعة لوضع  الحلول الجذرية للاقليات حتي يسترد حقوقهم مقابل  واجباتهم الذين يقومون بها .
ولا يشترط في هذه الشخصية ان يكون قبطيا او حتي من الاقليات  او ان يكون من  داخل مصر , المهم  ان نجده  ويقبله اغلب الاقليات ويتعاون معه لوبي من مختلف الاقليات  لهم فكر واحد ورأي واحد , و هم كثر .
اما الحل الثاني
فاكثر دول العالم ومنها امريكا يتمتعوا  بنظام  الولايات الفيدرالية وهو افضل الانظمة حاليا لانه يلبي كل طلبات الشعوب وعليه لماذا لايكون في مصر ولايتين او اكثر  تابعة لحكم موحد  وعلم واحد وجيش واحد ودستور يلبي طلبات كل الولايات , وحتي لايذهب فكر القارئ الي  العنصرية او التعصب فالمقصود هو  ولاية مدنية وولاية اسلامية  فالولاية المدنية تجمع كل الاقليات والمسلمين الذين ينشدون الدولة المدنية  والعلمانية , اما الولاية  الدينية فلهم الحرية ان يطبقوا الشريعة الاسلامية بحذافيرها وقوانينها ,ففي امريكا علي سبيل المثال كل ولاية لها قوانينها المنفردة , ولهم حق الانتقال  الي الولايات الاخري علي ان يلتزموا بقواعد الولاية وشروطها ويكون الجيش هو الذي يحمي هذا النظام  دون مساس   الولايات  ببعضها . والمستقبل سيكون للولاية المدنية.
صحيح ليس من السهل ان يتم هذا المشروع بسبب الممتلكات والاماكن المفضلة لسكان  الولاية التي يتركونها لكنها ليس من الصعب في ظل هذه الظروف  تجنبا للمخاطر الجسيمة لهم ولعائلاتهم .
وهذا المشروع سيخدم مصر :
اولا : سيعم السلام في الدولة ولا يكون ثمة مشاكل طائفية
ثانيا : يتجنب تدخل الدول المتربصة بمصر بحجة   حماية الاقليات واقرار حقوق الانسان .
ثالثا:: يبعد عن مصر شبح النقسيم المخطط له طبقا لخطة برنارد لويس الذي يعمل عليه الخارج .

ابيب / يوليو

 

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق