نهر النيل والاحتلال العربي/ لطيف شاكر

"يقول هيرودوت مصر هبة النيل ويذكر ان "نهر النيل مشتق من كلمة ( نيلوس ) وهى كلمة إغريقيةقديمة وقد اسماه قدماء المصريين ( ابتروعا ) أو النهر العظيم ووصفوه بالرزق الوفير واله الأرباب واهب الحياة ورب الأسماك .لقد تعلموا من  النيل الكثير فعلم أهلها   المعارف وعلوم الحياة والزراعة و مثلوه كـأنه نهر من الفضة مذابة.

وعلمـهم النيل ايضا  الدين فأحبوه وقدسوه فلم  يلوث المصري القديم النيل ولم يخالف نظام الري ولم يتلف أرضا لقد احب المصريون حياتهم مع النيل  واههتموا بالموت فأمنوا بالبعث و الخلود ورسخت هذه العقيدة في نفوسهم فراحوا ينقشون على جـدران مقابرهم صور الحياة في وادية الظليل .
ولان نهر النيل هو شريان الحياة في مصر ومهد الحضارة المصرية فقد قدسه القدماء المصريين وسموه (ابن الشمس) ثم ابن القمر حيث اعتقدوا أن جبال القمر بالجنوب هي التي تقذف إليهم بالماء

وبلغت درجة التقديس إلي انهم اعتبروه واحدا من آلهتهم وأطلقوا عليه اسم الاله((حابي)) وعبدوه وكان المصريون يحتفلون بعيد وفاءه  احتفالا عظيما ,  وكان من اهم الاعياد و لم يرموا فتاة جميلة كما يدعي العرب.   لان مصراول  دولة  تعرف حقوق الانسان . ومن  اسئلة محاكمة الروح :هل سلبت حرية احد؟
يقول الحكيم آني  امام المحكمة
كنت عينا للاعمي
يدا للمشلول
رجلا للكسيح
ابا لليتيم
لم ألوث الماء
.....
الي نهاية اعترافاته

.ويقول الحكيم امينو بي العظيم وهو ينصح ابنه قبل نحو35 قرنا من الزمان لا تلوث النهر وقد كانت صلاه إخناتون "حمدا عميقا لله بنعمه النيل"

 واكد باحث المصريات أحمد صالح أن النهر في عقيدة قدماء المصريين , هو الذي يربط بين الحياة الدنيا والحياة الأخرى لذلك كانت البيوت والقصور ومعابد الآلهة تقام غالبا علي الضفة الشرقية للنهر , بينما توجد المقابر والمعابد الجنائزية علي ضفته الغربية , مشيرا إلى أنه بسبب قدسية النهر كان المصري القديم يعرف أن الآلهه ستحاسبه في العالم الآخر بسببه , وكانت الجرائم الثلاث التي يجب علي المصري تحاشيها هي تلوث النهر , عدم حبس المياه عن ري الأرض , وعدم بناء سدود امام تدفق النهر

وأكد أن أهم حدث ارتبط بنهر النيل هو قدوم الفيضان , واعتبروا حلوله بداية السنة وقسموا عامهم بسلوك نهر النيل , فأول الفصول كان فصل الفيضان وعندما تخف وطأة الفيضان يبدأ الفصل الثاني وهو فصل الزراعة , وبعدها تنتهي فصول السنة بالفصل الثالث وهو الحصاد , لافتا إلى أنه باعتبار أن الحضارة المصرية قامت علي الزراعة 
اما نهر النيل اثناء الاحتلال العربي :
يقول المقريزي  في كتابه عن" العاصمة" : من شأن أهل الفسطاط أن يرموا الميتة من السنابر والكلاب وغيرها من الحيوانات في شوارعهم وأزقتهم فتتعفن وتخالط عفونتها الهواء ومن شانهم أن يرموا في النيل الذي يشربون منه فضول الحيوانات وجيفهاى وخرارات كنفهم تصب فيه , واذا كان الشتاء وأول الربيع حمل من البحر المالح سمك كثير قيصل الي هذه المدينة وقد عفن وصارت له رائحة منكره فيباع ويأكله الاهالي .
(بني  العرب مدينة الفسطاط بناء علي اوامر عمربن الخطاب حتي لايفصل النيل بين العرب بمصر والمدينة)
ويذكر ابو بكر ابن وحشية في كتابه "الفلاحة النبطية" الي ان انتشار الطاعون والدمامل سببه تلوث ماء النيل بالاوساخ والرمم وانه بعد ان يتسرب بعفونته الي الارض ينتج عنه الدود والفئران والثعابين والذنانير والذباب
وقال ابن سعيد في كتابه "الكمائم" عن الفسطاط لاينزل المطر فيها الا في النادر وترابها تثيره الارجل وهو قبيح اللون تتكدر منه ارجاؤها ويسود بسببه هواؤها وهو قائل هذه الابيات
ولا عجب اذن مع كل هذه القذارة والتلوث والثورات والفتن والحروب وعدم الاستقرار ان تنتشر الاوبئة والامراض, لان عضابة قريش التي  ابتلت بها مصر لم تكن تعرف الانهار وبالتالي لم يكن لهادراية بالسدود او الخزانات كما كان الحال أيام قدماء المصريين ,
هذا عن التلوث اما الاوبئة فيذكر لنا التاريخ  ان في عهد عبد العزيز مروان سنة 70هجرية وكان اميرا لمصر لاخيه الخليفة عبد الملك مروان انتشر الطاعون بمصر  ,فلما اشتد الوباء هجر عبد العزيز الفسطاط الي حلوان واتخذها دار للمسكن ورغم هذا مات بالطاعون .
أما المجاعات فكانت ايام عبدالله بن عبد الملك واليا علي مصر في خلافة اخيه الوليد  من  اقوي مسبباتها فساد الامير وحاشيته والرشوة التي كان هو بطلها , والمجاعة الثانيةاثناء ولاية المغيرة الفزاري في خلافة مروان الحمار احد خلفاء الامويين والثالثة اثناء ولاية حاتم المهبلي قي خلافة ابي جعفر المنصوري ومات الفقراء جوعا
هذا حدث في عهد الاحتلال العربي بعد ان كانت مصر سلة غذاء العالم ماقبل الاحتلال العربي  وسبحان مغير الاحوال في اقدامهم دائما الخراب !!!

بؤونة / يونية

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق