المصالحة فيها سم قاتل/ الدكتور ماهر حبيب

بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة ل 30 يونيو وإقتراب أحداث جسام تنذر بتحويل تلك المناسبة من حلم إلى كابوس وهذه الأحداث الكئيبة المتوقعة هى إعلان النظام التصالح مع الإخوان كحل لخروجه من مأزق الكوارث التى يتسبب فيها الإخوان الخونة من حرائق إلى تخريب متعمد للإقتصاد إلى خلايا نايمة ومتواطئة مع الإخوان أو إخوانجية متخفين فى صورة أنا مش إخوان بس بأحترمهم نقول لمن يسعى للمصالحة قف فلم يكن هذا إتفاقنا ولن يكون فأنت تخون العهد و تعود بالدولة إلى المربع صفر.
قد يتصور البعض أن المصالحة مع الخونة ستأتى بالنتائج المرجوه مع أن المثل يقول لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين ولكنهم لم يتعظوا فقد خانوا الملك فاروق بعد أن بايعوه خليفة وباعوه فى عابدين وتحالفوا مع تنظيم الظباط الذى قاد الإنقلاب على الملك ثم باعوا عبد الناصر فى المنشية ثم أطاحوا بالسادات فى مدينة نصر وباعوا مبارك فى التحرير وباعوا مصر كلها فى ميدان رابعة وسيبيعون السيسي فى ميدان العتبة الخضراء كنوع من التغيير وسيبعون أى شيئ لكى يتسلقوا مرة أخرى بأسم الدين الذى يشغل المصريين عن حياتهم فهم أى الإخوان يعرفون مفاتيح الأغلبية المقهورة بإسم الدين ولا تعرف توظيف الدين من أجل الحياة بل يوظفون الحياة من أجل الدين حتى لو إلتحفوا بالمتفجرات لقتل البشر من أجل نظرية الإستشهاد التى يقودهم بها تجار الدين دون أن يتفضل شيخا واحدا منهم بتقديم نفسه مثالا للشهيد بل هم يبيعون الوهم دون أن يمارسونه تماما كتاجر المخدرات الذى يعرف أن الإقتراب من إدمان بضاعته ستقوده للهلاك فهؤلاء التجار يعرفون كيف يقودون المصريين وهم مغمضى الأعين لتحقيق حلمهم السياسي المتسربل بالدين مع علمهم بأنهم لا يملكون أن يقدموا لهم إلا وعدا بالجنة بعد الموت أما الحياة فهى كجهنم للعامة ونعيما ورفاء للحاكمين.
و يبنون حساباتهم الكارثية الخاطئة(رغما عن إرادة الوطنيين) بأنها ستقود هذه المرة للنهاية السعيدة ولا يعلمون أنهم سيتجرعون سما لن يتطوع أحدا من إنقاذهم منه وسينفض من حولكم جميع الوطنيون الذين دعموا مشروعكم للعودة لحكم مصر وتحملوا معكم كل خطاياكم الإقتصادية وتجرعوا الغلاء صامتين ورأوا إغتيال حلم الدولة العلمانية المدنية باكين فى صمت أما وقد إخترتم الإنتحار بالتصالح مع الإخوان فأنتم من طريق ونحن فى طريق أخر لن يلتقى ولا تعودوا تعضوا أصابع الندم يوم يأكلوكم مثل ما أكلوا الغابة كلها سابقا وليس مجرد ثورا أبيض فإحذروا الإنتحار بالمصالحة فالمصالحة فيها سم قاتل

    

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق