حكاية عروس اسمها فلسطين لن ننساها، الجزء التاسع/ موسى مرعي

في 1 تشرين الاول من شهر أكتوبر عام 1937 حين تم حل اللجنة العربية العليا  واعتقال ألاف الفلسطينيين واعدام العشرات من الثوار الوطنيون وتم نفي  مجموعة من أعضاء اللجنة الى جزيرة سيشيل لكن استطاع عددا منهم الافلات من الاعتقال ولجأوا الى البلاد العربية وهم السادة الدكتور حسين الخالدي وأحمد حلمي ويعقوب الغصين وفؤاد سابا  ورشيد الحاج ابراهيم ورئيس اللجنة الحاج أمين الحسيني الى زائد مجموعة اخرى من السياسيين . وقد اتخذت السلطات البريطانية قرارا بحل جميع الاحزاب السياسية والقبض على زعمائهم وكل من يتعامل بالسياسة من الفلسطينيين وتم انشاء محاكم عسكرية لمحاكمة المتهمين بحمل الاسلحة وغيرها من المخالفات التي أصبحت عقوبتها الاعدام وفي عام 1939 أعدم البريطانيون مئات الشباب الفلسطينيين , بموجب تشريعات المستعمر الجديدة , في عامي 1938 و1939 , أرسلت القوات البريطانية تعزيزات مكثفة من ألآليات العسكرية والجيش الى مناطف الفلسطينيين . وقد تولى بعض كبار الضباط البريطانيين الذين اشتركوا في الحرب العالمية الثانية مراكز قيادية في فلسطين آنذاك , ومنهم الجنرال ديل والجنرال ويفل  , والجنرال مونتغومريا الذي هزم رومل فيما بعد في معركة العلمين بمصر والقائد الطيار  هارس الذي وضع خطط الغارات الجوية الكبرى لتحطيم الاقتصاد الالماني خلال الحرب العالمية الثانية . وعملت قوات البريطانية على تسليح عصابات يهود الصهاينة بالسلاح وتجريد الفلسطينيون من السلاح . وبدأت بريطانيا بتدريب اليهود على استعمال السلاح في مستعمرة يهودية اسمها عين غيف , في الوقت الذي قامت به سلطات الاستعمار البريطاني بتجريد السكان الاصليين الفلسطينيين من السلاح في خلال سنة الى سنتين صودرت من الفلسطينيون 7617 قطعة سلاح . حتى عام 1945 كان قد وصل عدد سكان اليهود نصف سكان فلسطين الاصليين وبدأت السلطات البريطانية بالسماح للوحدات الليلية الخاصة لليهود بمشاركة الجنود البريطانيين وايضا لشرطة المستعمرات اليهودية بمهاجمة القرى الفلسطينية البعيدة عن مناطق القتال وكانت هذه الهجمات بقيادة الضابط البريطاني  السفاح الشاذ أورد وينغيت                                                                  (  Ord Wingate   (
وهو ايضا الذي قام بتأسيس هذه الوحدات الليلية , وقد جرب وينغيت أساليب هذه الفرق الوحشية ضد الفلسطينيين قبل استخدامها في الحرب العالمية الثانية ضد الايطاليين في الحبشة وضد اليابانيين في بورما , وبشهادة موشي دايان ان كل قائد في الجيش الاسرايئلي الى يومنا هذا هو تلميذ من تلاميذ أورد وينغيت . وقد بدأت سلطات الاستعمار حملات الاعتقال ضد الفلسطينيين في مدينة القدس من عام 937 حتى  العام 1939 وصل عدد الفلسطينين المعتقلين في المعسكرات البريطانية الى 6721 معتقل بينما كان عدد سكان مدينة القدس نحوا مليون تقريبا , وأيضا طالت الاعتقالات سكان مدينتي حيفا ويافا وباقي المدن والقرى وكان عقاب السلطات البريطانية المفضل نسف بيوت المشتبه فيهم وبيوت أقاربهم أيضا لتضييق الخناق على السكان الاصليين لتهجيرهم من يوتهم واراضيهم ووطنهم فلسطين وكي يقبلوا بالتقسيم , ولو أن الغاية البريطانية هي تسليم فلسطين الى اليهود فارغة من سكانها الاصليين ( هذه هي بريطانيا الديمقراطية ) وقد قامت سلطات الاحتلال الاسرائيلي بنفس ممارسة بريطانيا مع الفلسطينيون  فتعلموا الاسرائيليون من
بريطانيا  نسف بيوت الفلسطينيين فيما بعد . بين عامي 1938 و1939 خلال هذه الفترة   وكأنها أعادت بريطانيا غزو فلسطين من جديد  ودمروا معظم المدن والقرى التي كانت  تحت سيطرة الثوار, مما دفع البريطانيين الى غزو هذه المناطق مرة اخرى لاستعادتها وتسليمها لليهود القادمين من الشتات ’ بلدة القدس القديمة كانت خاضعة تحت سيطرة الثوار استعادها البريطانيون من الفلسطينيين في تشرين الاول عام 1938 . بنهاية عام 1939 تمكن الجيش البريطاني من اخماد الثورة بعد ثلاثة أعوام من القتال وفي هذه الفترة يقدر عدد شهداء الفلسطينيين بخمسة آلاف شهيد و14 ألف جريح . في ديسمبر عام 1938 أفرجت بريطانيا عن الزعماء الفلسطينيين المنفيين الى سيشيل في المحيط الهندي ولكن لم تسمح لهم بالعودة الى فلسطين , وعشية اندلاع الحرب العالمية الثانية , دعت الحكومة البريطانية الى عقد مؤتمر بلندن في شباط 1939 , لمناقشة قضية فلسطين وقد دعي اليه مندوبون عرب ويهود . وضمت الوفود العربية ممثلين عن فلسطين ومصر واليمن والسعودية والعراق وشرق الاردن وعارض البريطانيون حضور الحاج أمين الحسيني , وجرى اجتماع عقد بين الوفود البريطانية والعربية , وكانا أعضاء الوفد البريطاني السير نيفيل تشامبرلين رئيس الوزراء , واللورد هاليفاكس وزير الدولة للشؤون الخارجية ومالكوم ماكدونالد وزير المستعمرات وهو من أصل يهودي متطرف . بعد المؤتمر أصدرت الحكومة البريطانية الكتاب الابيض وعدت فيه صون حقوق ملكية الفلسطينيين في أجزاء معينة من فلسطين ( يا لوقاحة بريطانية ) وكذلك حدد الكتاب الابيض الهجرة اليهودية ب 75000 مهاجر خلال السنوات الخمس التالية علة أن تكون الهجرة مرهونة بموافقة الفلسطينيين . وأشارة الكتاب أيضا الى قيام دولة موحدة مستقلة في فلسطين بعد عشر سنوات من اصداره , شرط أن تكون العلاقات الفلسطينية اليهودية مؤاتية . ولكن تبين للفلسطينيين ان الكتاب الابيض ليس الا خدعة  والمؤتمر كان لتنييم الشعب الفسلطيني ببطئ . لان ظل الكتاب الابيض لآخر سنة 1939 . هدفا لنيران الاستراتيجية السياسية الصهيونية . لقد عملت الزعامة الصهيونية على زعزعة مضمون الكتاب الابيض من خلال السعي لتنظيم الهجرة الغير شرعية على نطاق واسع .
يتبع                                                   
الحزب السوري القومي الاجتماعي | مفوضية سيدني المستقلة \ أعدها للنشر موسى مرعي
استحدرت المعلومات من مصادر فلسطينية موثقة بالاسماء والصور والتاريخ        
                                    

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق