مصر تلعنكم/ سلوى أحمد‏


رحتم تبددون أمنها واستقرارها وتحولونه لذعر وخوف واضطراب، روحتم تحرقون الأخضر واليابس بحجة أنكم الثائرون الباحثون عن الحرية والتغيير فما كان منه إلا أن يرحل تاركا الحكم خوفا على بلد أفنى العمر فيه وعلى شعب عاش مدافعا عنه حافظا لأرواحه وأرواح أبنائه .
ادختلوه القفص يحاكم ويحاسب وهو في الثمانينيات من العمر بحجة تهدئة الغاضبين الثائرين فمثل للمحاكمة بعد كل هذا العمر وبعد كل هذه السنوات التي امضاها من أجلكم ومن أجل الوطن حربا وسلما ، مثل للمحاكمة مريضا على سرير طبي مثل للمحاكمة وتحمل إساءتكم وجحودكم ونكرانكم مثل للمحاكمة وعاش فصولها ومماطلاتها وظلمها وقسوتها .
ادنتموه في تهمة مخلة بالشرف وأبقيتم عليه متهما في تهمة براءتم منها الجميع وتركتموه أسير المحبس عاما تلو العام في غرفة باحدى المستشفيات يصارع المرض وهو النسر الذي عاش محلقا يحمى سماء الوطن .
انكرتم كل ما قدم ومحوتم اسمه من انتصارات صنعها وإنجازات بناها في الوقت الذي رحتم فيه تكرمون من حرق ودمر من قتل وخرب من دبر وتآمر .
فعلتم كل هذا وغيره وحجتكم مصر وصالحها ، مصر التي تعلنكم وتلعن ظلمكم وجحودكم، مصر التي تشهد له بأنه بانيها ومحررها ، مصر التي لم تعرف أكثر منه تضحية وعطاء من أجلها ، مصر التي ترفضكم وترفض ظلمكم وطغيانكم، مصر التي تٌعاقب بسبب ما تفعلونه مع رجل لو نطق ترابها لأخبركم عن آنات وآهات عن عرق ودموع عن معاناة وصبر عن جسد لم يسترح يوما عن زعيم تحزن كل حبة من حبات ترابه على حدث ويحدث معه .

الكاتبة \ سلوى أحمد

    

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق