تمثال بطرس عنداري/ فؤاد الورهاني

البرونز مادة مقاومة وصلبة ولونها جميل للمشاهد فيها من الطبيعة اللون الأصلي للبرونز.
وهذا التمثال لمؤسس الصحافة العربية في سدني الأستاذ الراحل بطرس عنداري ومنها جريدتيْ النهار والشرق وغيرهما.
قبل وفاته بعدة سنوات اقترحت، لا بل الحيت عليه بأن انحت له تمثالاً، وكان دوماً يرفض متواضعاً ويقول:
ـ يا اخي عملّك تمثال لشي شخصيي مهمي"
 كان ينشر اعمالي في النهار الاسترالية، قلت يومها مازحاً :
ـ راسك اهون شي  
لكن بالحقيقة بالنحت ما في اهون واصعب.
يومها قلت له يجب ان يكون في معارضي عمل كلاسيكي بين التجريدي وانت معروف من الجميع دون تعريف. 

ابو زياد مهم للجالية العربية ليس من باب الثقافة والمجال الاجتماعي لكنه كان يساعد الواصلين حديثاً الى استراليا وخاصة ايام الستينات والسبعينات يوم كانت تعمل البنوك بالثقة الى جانب المعاملات الرسمية ويُقاسمونه السكن ريثما يستتب امرهم، ومنهم ابن عمي الشيخ ممثل مشيخة العقل للمعاملات المذهبية في سدني اليوم الشيخ ابو فريد ملحم عساف.

حدثني الشيخ أبو فريد قال: وصَلت رسالة من الورهانية مع القادمين يطلب فيها والدي مني ان اسرع بأرسال النقود التي استدناها لإجار الطريق، فعلم بطرس بالخبر وكنت يومها اقاسمه السكن، ودون علمي اتصل بأهله في متريت واوصاهم بأن يذهبوا من شمال لبنان الى الشوف الى بلدة الورهانية ويسألوا عن أبي يوسف سليمان عساف، وطلب منهم ان يدفعوا المبلغ المطلوب و"شوي زيادي".

قال الشيخ: وصلتني رسالة من الوالد تقول بأن المصاري وصلت وسدينا الناولون وبقي معنا كذا وشكراً لك على ارسال المبلغ.
قال: تعجبت كثيراً ورحت اتساءل كيف وصلته الأموال ولم أرسل شيئاً، الى أن علمت ان بطرس عنداري قام بكل ذلك  دون ان يجرح كبريائي.
التمثال هذا في سدني، الان مطلوب نسخة عنه لشحنها الى بلدته "متريت" في شمال لبنان في هذا الصيف والعمل قريب  من الانتهاء باذن الله.

***
 فؤاد الورهاني

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق