غراب المساء/ شوقي مسلماني

(زهرةُ الطريق) 
امتحانٌ ينكسر على صخرةِ امتحانٍ أكبر. إذا أنتَ حيّ سترفض أن تعيشَ في الموت، وإذا أنتَ ميْت لِمَن زهرةُ الطريق؟.
***

(نسِر) 
انطقْ أيُّها العظيم المُلقى مِنْ سمائك. انطقْ.. مطعونٌ في قلبِ قلبِك؟.  المسافةُ، وكلُّ مسافة، جفّتْ، وليس بعدُ إلاّ خردة ظلّك؟. انطقْ.. هل أُصِبْتَ يا صديقي المُلقى مِنْ سمائك على ظلِّك  في الملحِ الواسع؟.  قلْ غير انطفاء جناحيك، قلْ غيرَ هذا الذهول في صفاءِ سماءِ عينيك. 
**

(نافورة السمّ) 
كلّه صدى هذا المكان ولا أحد. صدى بهذا الإتّجاه وصدى بذاك الإتّجاه وصدى فوق وصدى تحت وصدى في الوسط، والصدى يكون مِن بعيد.. ولا أحد. هذا هواء مسموم. في أيّ طابق نافورة السمّ؟. الظلامُ ليس قليلاً، الظلامُ مترامي الأطراف. مِنّي أنا البعيد إليّ، ومثلي أنا الآن: أصداء، أصداء.. ولا أحد. 
***

(غرابُ المساء)  
ما أكتبه ليس أنا. واحد آخر هو آخر يخرج منّي للتأمّل وقتاً بصخرة تسأله واثقةً به عن عمرِها. من يجروء على الشكّ أنّ أعلى الكلام الخافت؟. أنا وهذه النار مرّة أوّلاً سأنطفئ، وأنا وهذه الصخور مرّة سأكون أؤدّي مشهدي الأخير. السماءُ ستذرف عيوناً. يموتُ الإنسان، يُصابُ الرأس بالكسل. دخان، دخان، دخان يتصاعد من رأس. أنا وهذا الرأس، أنا وهذه الشقوق السحيقة.. وغرابُ المساء عند أعلى برج الهاوية.
***

(نملةُ الطريق)
ـ إلى صادق النيهوم ومنه ـ   
"انظرْ هنا في صدري، إنّ هذا الكون العملاق يتحرّك بداخلي بأسره مثل نملة. انظرْ هنا في صدري، افتحْ عينك وانظرْ هنا: الكون العملاق بأسرِه يتحرّك بداخلي مثل نملة. دعني أبحث عن كياني فأنا أقرب إلى الخجل في قبضةِ هذا الكون العملاق. يبدو الطريق أكثر طولاً عندما يضطرّ المرء أن يقطعه بمفرده".
***

(أوراق)
أ ـ ظلّي يركض على الحيطان ولا ظلّي هذا المرمي في الطريق.
ب ـ أيّها السرّ صدفتُك قليلةُ الأدب.. أيّها العمر إذا هويتَ في أوديةِ الرأسِ السحيقة.
ج ـ نظرات عابرة يلفّها الصقيع. الوقتُ يقضي وقتاً.. في عمله. 
***

(في الرمل) 
غريبان على حذر في الرمل: واحد ليس عنده مطر.. وآخر بلا أثر.
Shawki1@optusnet.com.au

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق