من وحي الخريف/ د. عدنان الظاهر

الحقلُ عيونٌ خُضْرٌ سوداءُ 
ينقلها برقٌ أطفأهُ زلزالٌ " سادومُ "
الشهرُ الميّتُ مِلحٌ صخريٌّ في بقيا قاعٍ في بحرِ
نبأٌ في البرِّ الغربيِّ وعينُ سناءٍ تتدفّقُ إعجازا
الملكُ الجبّارُ يخونُ رسالةَ مملكةٍ كانتْ مملكةً خضراءَ
الملكُ المقهورُ مهيضٌ مكسورُ
يقرأُ في عينيهِ فراغَ المَلَكوتِ المُنهارِ
سطراً يتلوهُ سطرُ
الحرفُ مرايا عَدَساتِ الأحداقِ السودِ
 الحاضرُ فيها يتقلّبُ يُسرى ـ يُمنى
الشمعةُ في الحلكةِ بُقيا جمراتٍ ودُخانِ
فانهجْ دورانِ الفُلْكِ طريقا
لا النجمةُ قطبٌ لا قَمَرٌ في حصنِ بروجِ نزولِ الميزانِ
الأرضُ خريفٌ غضبانُ  
والأفقُ المكسورُ زُجاجةُ شمِّ عطورِ نفيسِ الأنفاسِ
إحصاءُ صفيرِ الريحِ إذا مرّتْ بين العيدانِ 
 يتعالى يُسرفُ طُغيانا
يخترقُ الحاجزَ صوتا 
بينَ الصمتِ ورهبةِ دقّاتِ نواقيسِ كنيسةِ بيتِ الرُهبانِ 
لا يدري في الهجرةِ ماذا يجري
أحياةٌ في المنفى أمْ لوحٌ مكسوفُ الضوءِ !
من أينَ ستأتيكَ شعاعاتُ الأنوارِ الحمراءِ
حاملةً أَرَجَ البرقِ ومفتاحَ اللوحةِ في عمقِ الشوقِ
الرملُ الجمرُ محطّةُ أنظارِ الزوّارِ 
( فأخلعْ نعليكَ ) وقامِرْ 
شَمَرْ وأطلبْ نَفَقاً في كهفٍ أو مأوى .

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق