التفكير خارج الصندوق/ ‏أشرف دوس

الزحام يستمر انتقلت عدواه للمحافظات، فأصبحت القرى والمدن مزدحمة بسكانها وطرقاتها وأرصفتها، زحام مصطنع لأن الأجهزة عندما تريد إخلاء الشوارع من أجل مرور اى مسئول تفعل ذلك بسهولة ويسر، وتكاد السيارات تختفى ويمر الباشا بسهولة ويسر، وكأن الأرض انشقت وابتلعتهم. 
صحيح أن هذا جحيمًا على مسيرة المواطنين الذين يجدون أنفسهم سجناء موكب المسئول الكبير قوى. ناهيك عن أن بعض أنصاف المسئولين الذين ابتكروا لأنفسهم سيارات وحراسات تفتح لهم الطرقات، ويأخذ كل منهم ما يستطيع من سلطة الدولة. الفكرة نفسها تكشف إمكانية فتح الطرقات. واستغلال النفوذ بأبشع صورة.
التفاصيل اليومية تبدو متعمدة لتدمير حياة المواطنين ولجعلها مزدحمة طوال الوقت، فالمواطن مشغول بمواجهة ارتفاع الأسعار، وتوفير الحد الأدنى من مصروفات الطعام والشراب، أما التعليم فله أيضًا مشاكله، بدءًا من توفير المصروفات المدرسية والجامعية إلى توفير الكتب الخارجية، والدروس الخصوصية، وإذا استقر التلاميذ عند منهج معين سرعان ما يتغير، ولا تنسى اللغز الأكبر الثانوية العامة.
 إذا نجوت من التعليم لن تنجو من مشكلات الصحة والعلاج، ولن يفلت منها المواطن شرقًا أو غربًا، نهارًا أو ليلاً. بلا أى فرصة للخروج. خوف من الشارع ومن المستقبل. أمران يشترك فيهما سكان الطبقة الوسطى جميعاً بفئاتها العليا والدنيا والمتوسطة.. لا توجد حالة استقرار تمنح المواطن حياته الطبيعية. وكأن هناك خطة مفروضة وحلقة منصوبة على المواطنين، تتحالف فيها أجهزة تحرص على جعل المواطن مشبوكاً فى دائرة مغلقة، دون أى فسحة للراحة أو التفكير بعيدًا عن حزمة من المشكلات، الزحام والحاجة والأسعار، والعلاج والتعليم، والملبس والمأكل والمشرب تحكم الدائرة. ارتفاع فى الأسعار، زحام فى المرور، ندرة فى الدواء، تردى فى العلاج. 
المواطن ينظر حوله وخلفه، مشغول البال، يبحث عن مخرج بلا طائل. هناك أيد خفية تحرص على أن يظل المواطن معلقاً فى ساقية، تمنعه من التفكير خارج الصندوق الضيق، إذا نجا من الزحام وقع فى الأسعار، وإذا تكيف مع الأسعار وجد نفسه فى فخ مصروفات العلاج. إن مصر قد أصيبت بسرطان ومرض عضال اسمة الفساد فى كل شىء وانتشر فيها كسرطان، وأصبح العلاج شبة مستحيل، 
إن ثقافة الشعب الذى مر بأكثر من ثلاثين عامًا تحت وطأة حكم مبارك وحزبه لن تتغير فكل شبر ومؤسسة وهيئة فى مصر بها عناصر هذا الحزب الذى تربى على الفساد والإهمال والبلطجة السياسية ومازال يسعى جاهدًا وسط العباد مرتديًا عباءات أخرى.   

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق