لقد نفد رصيدكم/ سلوى أحمد

 رغم أن مطلب ترك الرئيس مبارك لمنصبه كرئيس للجمهورية لم يكن مطلب جموع الشعب المصرى إلا أنه اختار أن يتخلى عن منصبه حفاظا على مصر وشعبها عندما انساق بعض أفراد الشعب خلف من رددوا الشعارات التي كانت ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب ، اختار الرئيس مبارك أن  يتخلى عن الحكم وبالرغم من أن هذا لم يكن موافقا لأرادة رغبة عموم الشعب إلا أنهم  استسلموا للأمر .
  لم تمض أيام علي تخلى الرئيس مبارك عن الحكم إلا وقد دخل قفص الإتهام  علي سرير طبي بعد كل هذا العمر وبعد كل هذه الرحلة من العطاء ليمثل بطل اكتوبر وزعيم مصر مدانا و تكون تلك  هي مكافأة نهاية الخدمة التي قدمناه له ولم نكتف بهذا فقط لكن وضعنا معه ابناءه ليتوالي تلفيق التهم الواحدة بعد الآخرى الأمر الذي مازل حتى تلك اللحظات  .
   تم رفع اسم الرئيس مبارك من علي انجازاته وتم محو اسمه وصورته من قبل إدارة الشئون المعنوية التي محت سيرته  حتى من نصر أكتوبر الذي كان شريكا  أساسيا فيه ، أهين وسب من قبل إناس لا وزن له ولا قيمة جعلوا من التطاول عليه وظيفتهم وعملهم الذي راحوا يؤدونه ليل نهار عبر وسائل الاعلام المقرءوة والمسموعة والمرئية  وما يزالون .
كُرم عدلي منصور الذي لم يمض عاما في الحكم كرئيس مؤقت وخُلد اسمه بوضعه علي بعض المشروعات التي انجزها  مبارك  كما وُضعت كلماته في المناهج في الوقت الذي تم فيه محو اسم مبارك منها كرجل خدم وطنه وواكتفوا بتقديمه علي أنه الرجل الذي حمل عصره الفساد والخراب .
عاد الجميع إلى حياتهم الطبيعية يسهرون يمرحون يسافرون يتقلدون المناصب بالرغم من أنهم هم من دمروا وطنهم بأيدهم وساعدوا علي تنفيذ مؤامرة أريد بها هدم بنايه وظل الرئيس مبارك يدفع ثمن ما فعلوه ليواصل تضحياته التي لا تنتهي .
وبرغم كل ذلك وبرغم رفضنا لكل ما يتعرض له الرئيس مبارك إلا أننا نحن من يُطلق عليهم أبناء مبارك لم نكن نتأخر عن دعم ومساندة الوطن متى احتاج للدعم والمساندة تحلينا بالصبر وبررنا لأنفسنا ما لا يبرر على أمل أن يتأتي اليوم الذي تتكشف فيه الحقائق ويُعاد الحق لأصحابه إلا أننا وجدنا أنه وبرغم من تكشف الحقائق أمام أعين الجميع إلا أن هناك ما يريد طمسها هناك من يريد أن يهدر حق إنسان ضحي بكل شيء من أجل وطنه لينتصر  لنكسة دمرت الوطن  نكسة جعلتنا نعاني وسنظل نعاني مما أسفرت عنه لسنوات ، نكسة لم تجلب سوى الموت والخراب والدم .
لم يتأخر أبناء مبارك عن نداء الوطن وكانوا من السباقين في الدعم والمساندة بدء من التظاهرات التي خرجت تؤيد المجلس العسكري وقت أن كان التحرير يهتف باسقاطه مرورا بمقاومة الإخوان حتى رحليهم وصولنا لتأييد تولي أحد أبناء القوات المسلحة لزمام الأمور ودعمه ومساندته والتغاضي عن الكثير من تجاوزاته تجاه رجل أثبت أنه الأكثر حبا وولاء للوطن من كل من تطالوا عليه وانكروا حقه .
فعلنا كل ذلك وأكثر منه لكن وبعد كل هذا  لازال الوضع كما هو عليه لازالت يناير ثورة رغم كل ما جلبته ورغم رفض الغالبية العظمي من الشعب لها حتى من شاركوا فيها ، لازال الرئيس مبارك خلف الأسوار يحاكم بتهم لم يرتكبها لازال الرئيس مبارك يخشي الكثيرون من مجرد نظق اسمه لازال الظلم مستمر لكن ولأن لكل شيء نهاية فلابد أن يكون لهذا الظلم نهاية أيضا .
لقد جاءت مقاطعة الكثيرون من أبناء مبارك للانتخابات البرلمانية رفضا عمليا لهذا الظلم الذي يأبى  أصحابه أن تنتهي فصوله فبرغم من استقرار البلاد وبرغم من تكشف الحقائق وبرغم من عودة الحياة لطبيعتها لازلنا نجد الظلم ونجد من يبرره وحق لنا أن يكون هناك ردا عمليا ولعل مقاطعة الانتخابات البرلمانية  بداية الرد العملي علي الظلم البين وسيعقبها المزيد فلن نكون أداة للظلم مرة أخرى ولن  نقنع أنفسنا بمبررات الظلم ولن نؤيد ونساند من يظلمون .
 إن كل ما نطالب به كلمة حق جاء وقتها كلمة حق في إنسان يستحق أن يجد التكريم ورد الاعتبار من بلده الذي عاش واهبا العمر من أجله ومن شعبه الذي عاش محافظا عليه مضحيا بنفسه في سبيل بقائه آمنا مطمئنا .
إن الأعمار بيد الله تعالى والرئيس مبارك - أطال الله بقاؤه - لن يعيش أكثر مما عاشه وما تبقي من العمر يمضي  سريعا ولو رحل الرئيس مبارك - لا قدر الله - دون أن يرد له اعتباره و   دون أن يجد من بلده ما يستحق من تكريم واعتزاز فأبدا لن نسامح كل من تسبب في ظلمه وسكت على ضياع حقه .
  و لن يرضينا أن يتم تكريم الرئيس مبارك  بعد رحيله في الوقت الذي كنا فيه قادرين على أن نكرمه في حياته لن يرضينا أن يُقهر رجل كل جريمته أنه أحب وطنه أكثر من حبه لنفسه . لذلك فليعلم كل من ظلم ويظلم أن رصيدهم لدينا قد نفد  وأننا دعمنا وساندا وبررنا كثيرا وجاء الدور عليهم ليثبتوا لنا أن حب الوطن يقابل بالتكريم والوفاء وليس بالخيانة والغدر والتخاذل
الكاتبة \ سلوى أحمد 

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق