ماذا بعد أن أثبتت موسكو جدارتها بضرب كل التكفيرين فى سوريا/ الدكتور حمدى حمودة

لقد أثبتت موسكوجدارتها ومصداقيتها عندما أخذت خطوة مسبقة قوية وحازمة بعد أن أتخذت قرار محاربة داعش واخوانها على الأراضى السورية ، فقامت بارسا ل بعضا من معداتها الحربية والقتالية من طائرات مقاتلة وسفن حربية ومنظمات صواريخ  وخبراء روس يخططون لمعركة قال عنها الرئيس الروسى انها لاتتعدى الأربعة أشهر ، استطاع فى الأسبوعين الأولين منها أن يدمر مخازن أسلحة ومركبات ومعدات تمتلكها هذه الجماعات التكفيرية علاوة على قتل عدد كبير جدا من قادتهم وأفرادهم ليثبت للعالم أولا وللولايات المتحدة ثانية أن ما قالته الأدراة الأمريكية عن أن الحرب على داعش وأخوانها يحتاج الى عشرون سنة كانت أقوالا وتصريحات واهية .! 
اذن ماذا يفهم من هذه التصريحات الأمريكية والأوروبية التى صدقت على تصريحات واشنطن .؟ المقصود من وراء تلك التصريحات، هو اطالة أمد الحرب فى سوريا حتى يستطيعون كسب أكبر قدر من أموال دول الخليدج التى تعقد صفقات السلاح بينها وبين واشنطن من جهة وبينها وبين لندن وباريس وبرلين من جهة أخرى . 
أما ثانيا فهم بعد أن فشل ( التحالف الأمريكى المكون من ستون دولة )  فى التظاهر بالحرب على داعش وذلك من خلال المقاومة المعتدلة التى لا وجود لها أصلا على أرض الواقع والتى قامت بتدريبها واعدادها وتسليحها والزج بها مرات ومرات من الحدود التركية مرة ومن الحدود الأردنية مرة أخرى والأنفاق الهائل على هذه المجموعات بما يعادل 500 مليون دولار فى كل مرة ، وفى كل مرة تقوم هذه الجماعات بتسليم أسلحتها ومعداتها لجماعة النصرة والبعض منهم ينضمون لها و لداعش وغيرها .
اذن فشلت الولايات المتحدة وحلافائها فى التظاهر بالقضاء على هذه الجماعات ، الأمر الذى دفع الرئيس بوتين محاولة تقريب وجهات النظر بينه وبين أوباما بعد أن مهد لذلك  وزيرى الخارجية لكل من البلدين ، ولكن ليس قبل أن قامت موسكو بحركتها الأستباقية على مدى ثلاثة أيام حيث أوصلت كل ما أرادت أن توصله الى سوريا وايران حلفائها ، وبعد أن قامت بحلف جديد بينها وبين العراق وسوريا وايران ودعت اليه واشنطن الا انها رفضت أن تكون تحت رئاسة روسيا واكتفت بالتنسيق بينها وبين موسكو حتى يأمنا عدم اصطدام الطلعات الجوية مع بعضهما البعض ، وكذلك فعلت مع تركيا حيث قام بوتين بدعوة أوردوغان الى موسكو ليعلمه بالأمر ويحذره من أى فعل غاشم تقوم به أنقرة ضد طيرانها على الأراضى السورية ، ثم جاء بنيتنياهو الذى التقى هو الآخر مع بوتين فى موسكو ليعلمه بأن أى تصدى للطيران الروسى من قبل تل أبيب ستكون عواقبه وخيمة ،و طمنه على أن هذه الضربات الموجهه للجماعات التكفيرية لن تخرج عن الحدود السورية كما فعل مع أنقرة  ..!!
وهكذا خرجت علينا من هم مؤيدين للتدخل الروسى لسحق برابرة القرن الواحد والعشرون ، وأقول ذلك لأن هؤلاء الدواعش أو أيا ما سمو به أنفسهم ، لهم تاريخ قديم مع الذبح والقتل وشرب الدماء وأكل القلوب والأكباد والقتل والمقابر الجماعية منذ الأمويين ( الذين نصبوا الحججاج بن يوسف الثقفى على العراق ليجزرهم جزرا فى أول يوم تولى عليهم بعد أن أعتلى المنبر وخطب خطبته المشهورة ) وبعد أن فارق الحياة معاوية بن أبى سفيان جاء اليزيد ابنه من بعده ليأمريزيد حاكم الكوفة بذبح الحسين وكل من معه فى مشهد تراجيدى مأسوى لم يشهده التاريخ من قبل وترفع رأس الحسين على السيف ويتم أسر كل من تبقى من أهل بيت النبوة من نساء ورجال وصبية وشباب مسلسلين سيرا على الأقدام الى حلب بسوريا حيث قصر الخلافة  أى حوالى 300 كيلومتر، ثم جاء العباسيين ثم العثمانيين الذى قام علينا أوردغانهم منذ أول يوم فى الحرب على سوريا بأنه سيعيد المجد العثمانى مرة ثانية ليكون خليفة المسلمين ، وبعد هذه التصريحات النارية بعامين جاء منافس له يدعى أنه الخليفة المنتظر ، وأنه آت من قبل الله ليشيد خلافة اسلامية على أرض سوريا والعراق يدعى " أبو بكر البغدادى " فما كان من حاكم أنقرة الا أن يقوم بعقد اتفاقا وديا معه يمكنه من الدخول مدججا بالسلاح والعتاد الذى تعهدت به كل من الدوحة والرياض و بارسال كل ماهو مطلوب من أموال لضرب النصرة والجماعات الأخرى والعمل على سقوط الأدارة السورية وعلى وجه الخصوص الرئيس السورى الذى أصبح يمثل عقدة سيكولوجية كبيرة عند حكام الخليج وحاكم أنقرة ..!!
وباقى لنا ان نعرف انه لايمكن يمر مثل هذا تحالف فى المنطقة دون مباركة واشنطن ودول الأتحاد الأوروبى الذى ينعم بالفتات من الكعكة التى تلهمها واشنطن بمفردها ، لذلك وعدت الأدارة الأمريكية حلفائها بالمحافظة على التوازن على الأرض فى هذه المعركة بدعم داعش بأطنان من الأسلحة وأعداد 5000 آلاف جندى من المعارضة المعتدلة لتحارب مع داعش ضد الجيش العربى السورى علاوة على غرفة العمليات التى أحدثتها الأدارة الأمريكية فى الأردن بمباركة الملك وهى مكونة من الدوحة والرياض ودبى وواشنطن من حيث اعداد وتدريب كما يزعمون المعارضة المعتدلة وارسالها لمحاربة الجيش السورى ، وباءت المحاولات الخمسة بالفشل وهربت وقتلت هذه الجماعات ومنهم من سلم نفسه للدولة كما فعلت سابقيها التى أعدتها واشنطن ثلاثة مرات متتالية . وأخيرا أثبتت موسكوأنها حليف ذى مصداقية شكك فيه كثير من القادة الخليجيين خاصة أمراء الريااض الذين حاولوا عبثا اكثر من مرة أن يرشوا بوتين بالأموال الطائلة مقابل ان يتخلى عن مناصرة سوريا ، فما كان رده الا ان دعا بشار لزيارة روسيا ليضع علامات استفهام كبرى لكل قادة الخليج المتآمرين ضد سوريا ولحاكم أنقرة ولأسرائيل أنه عندما قال نفز بمصداقية كبيرة .
                  
Dr_hamdy@hotmail.com
   

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق